بُعْدٌ .. و .. مسَافَة مصطفى ابوالعزائم دماء ما بعد إنتصارات العاشر من رمضان .. !

توقفنا بالأمس عند أبرز نتائج حرب العاشر من رمضان 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر 1973م ، ولعل أبرزها توقيع إتفاقية كامب ديفيد التي وقع عليها الرئيس السادات رحمه الله عن مصر ، ومناحيم بيغن عن إسرائيل برعاية أمريكية تمثلت في حضور الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بولاية ميريلاند في السابع عشر من سبتمبر 1978 م ، والتي حققت لمصر الكثير مما كانت تنشد تحقيقه بالحرب ، وفتحت الباب أمام سلام شامل من خلال التفاوض المباشر بين الفلسطينيين وبين حكومة إسرائيل .
بعد التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد ، تباينت وجهات النظر ، وواجهت مصر مقاطعة عربية كبيرة ، ونشأ في مقابل معسكر السلام ، معسكرٌ آخر حمل إسم جبهة الصمود والتحدي ، وهو معسكرٌ نشأ قبل أن يتم التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد ، بعد إجتماع في العاصمة الليبية طرابلس إستمر من الثاني وحتى الخامس من ديسمبر 1977 م .
نستطيع القول إن إسرائيل انتبهت لدور ومصر وخطورتها ، خاصةً بعد أن قاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمه الله ، مبادرات علنية وسرية من أجل المصالحة العربية ، معترفاً بأدوار القادة العرب في الحرب ، خاصةً دور العاهل السعودي الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود .
انتبهت إسرائيل لدور مصر وحنكة قًيادتها ، فأخذت تغذي الفتن وكل ما يؤجج نيران الفتنة حتى لقي الرئيس السادات ربه شهيداً في ذكرى أعظم الانتصارات ، في السادس من أكتوبر عام 1981م برصاصات أيدي خالد الإسلامبولي ورفاقه ، وهو ما فتح باب عداء بين النظام المصري وبين جماعة الأخوان المسلمين .
كثير من الساسة العرب لا يقرأون التاريخ ، وإن قرأه البعض فإنهم لا يستوعبون ولا يستلهمون الدروس والعبر ، وإن إستوعب البعض ذلك فإنهم لا يتحوطون له .
أشكر زميلنا الأستاذ محمد إبراهيم شناوي مدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية في الخرطوم ، لأنه بإتصاله الهاتفي تواصله معي قبل أيام في ذكرى إنتصارات العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ، فجّر ينبوع الذكريات ، ولكن قبل أن أختم لابد من الربط بين حدثين مهمين سجلهما التاريخ بمداد من دم ، هما إغتيال إثنين من القيادات العربية البارزة المتميزة ، كان لهما مواقف واضحة في قضية التعامل مع إسرائيل ، الأول هو المغفور له بإذن الله تعالى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي أغتيل في مارس من العام 1975م ، والثاني هو الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي أراد خصومه إبعاده ، فبقي على واجهة الأحداث والتاريخ .. رغم الموت .. رحمهما الله رحمة واسعة وعفا عنهما وغفر لهما واسكنهما فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
Email : sagraljidyan@gmail.com