هاشم عمر يكتب ..زكريا حامد

زكريا حامد حسنين أو (حسن تربيع ) كما يحلو له بطريقته المعهودة، ولد بوادي حلفا درس الابتدائي بمدرسة القرية (19) والثانوي العام بقرية (15) والثانوي بحلفا الأكاديمية درس ببني سويف في مصر في المعهد التجاري ومن ثم التحق بجامعة الأزهر الشريف كلية اللغة العربية والصحافه والإعلام وحاز على ليسانس صحافة وإعلام. وبعد التخرج عمل في بداياته الصحفية بصحيفة الأضواء السياسية لصاحبها الراحل الأستاذ أحمد محمد الحسن ثم صحيفة النهضة لصاحبها الأستاذ عبدالله آدم خاطر ومن ثم عمل بصحيفة السودان الحديث ومن ثم التحق بصحيفة أخبار اليوم لصاحبها الأستاذ أحمد البلال الطيب بعدها التحق بصحيفة ألوان الحق والخير والجمال رئيسا لقسم الأخبار ثم سكرتير ومديرا للتحرير وأسس مع الأستاذ أحمد الطيب صحيفة الحياة السياسية وتنقل بعدد من الصحف فعمل رئيسا لتحرير صحيفة الشرق التي لم تمكث طويلا فأسس مع الأستاذ الكاركتيرست عبد المنعم حمزة صحيفة منوعات فنية رياضية وعمل مع الراحل سيد أحمد خليفة في صحيفة الوطن وتولى رئاسة تحرير صحيفة (عشرين دقيقة ) الاجتماعية برفقة صديقه الشاعر الراحل سعد الدين إبراهيم والكاركتيرست نزيه حسن وتولى رئاسة تحرير صحيفة القرار. وعمل كاتبا راتبا لعدد من الإصدارات والدوريات وشارك في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية. اشتهر بكتاباته الساخرة عبر زاويته الشهيرة (حاجة غريبة ) وقد تفوق بها على أقرانه ورصفائه من الكتاب تنقل بزاويته الراتبة في عدد من الصحف وكان يرسل (روشتة ) ساخرة يشخص عبرها مشكلات الواقع والراهن بأسلوب شيق ومهضوم، فطوال هذه السنوات لم يكرر أي فكرة أو عمود ويوميا كان يأتي بالجديد والمدهش والمواكب وكثيرا من القراء كانوا يبدأون يومهم ب ( حاجة غريبة ) وقد تفوق بها على أقرانه ورصفائه في كتاباته الساخرة بتفرده وروحه المرحة وخياله الخصب فهو منتمٍ لمدرسة السهل الممتنع. انتقل للسكن في مدينة الصحفيين بالوادي الأخضر شرق النيل وكان أحد الشخصيات الرئيسية بالمدينة حيث لقب بشيخ الوادي وكان عضوا فعالا في مختلف لجان التنمية وعمل مع عدد من الناشطين في تنفيذ مشروع نهضة الوادي الأخضر وأعد عددا من الأوراق المختصة عن دور الثقافة والفنون والرياضة اشتملت على العديد من المقترحات لتنمية الوادي الأخضر. وعمل امينا للجنة الشعبية واختير لمجلس أمناء مركز صحي الصحافيين ورئيسا لنادي الصحفيين كما أعد حلقات اذاعية وتلفزيونيه تناول فيها نشأة الوادي الأخضر. عرف الفقيد بطيب المعشر وحسن الخلق والكرم وكان منزله بمربع عشرين الوادي الأخضر قبلة لزملائه من أهل الصحافة والإعلام والطلاب فكان يتقاسم معهم مرتبه الضعيف. وبرحيله فقدت الصحافة السودانية أحد فرسانها الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخها. أحب مهنتة وأعطاها جل وقته وتخرج على يديه جيل كامل يتبوأون اليوم مواقع قيادية في وسائل الإعلام المختلفة افتقدته مجالس الأنس والأحباب وأصدقاؤه في السودان الكبير وموطنه الصغير في الوادي الأخضر فكان أيقونة الوادي ونجم مجالسها محبوبا من الجميع فعرفناه أخا كريما مسالما محبا للخير والجمال، لانزكيه على الله. اللهم ارحم عبدك زكريا حامد.
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٦]