كتب محجوب عثمان مغردا على صفحتة بالفيسبوك مطلع تمانينات القرن الماضي دكان ودالحسين

النص
“تعال يا ولد هاك الطرادة دي أمش جري دكان ود الحسين جيب لك نص تمنة شاي ورطلين سكر وطحنية بي شلن وورقتين شعيرية ومصاصتين وحدي ليك وحدي لاختك دي وجيب الباقي”.
..
المفردات
طرادة : ورقية نقدية كانت سائدة آنئذ تساوي خمس وعشرون قرشا
تمنة شاى: وزن متعارف عليه والتمنة تعادل 4 تاواق جمع وقية او اوقية اي ثلث رطل
شلن: عملة نقدية معدنية تعادل 5 قروش ويطلق عليه أيضا اب خمسي
مصاصتين: مفرد مصاصة وتسمى أيضا حلاوة حربة
..
طوال الطريق نحو دكان ود الحسين والذي تقطعه يا راكب حمار جريد او دافر عربية علب صلصة تظل تردد “نص تمنة شاي ورطلين سكر وطحنية بي شلن وورقتين شعيرية” خوفا من ان تنسى شيئا من الطلبات وبالطبع لا تردد مصاصتين لانه من المستحيل ان تنساهما فهما حق المشوار
ما ان تصل الدكان وتدخل الصالة الخارجية التي يتوسطها أرنيق “عمود خشبي من شجر السنط يسند ويدعم المرق” الا ويستقبلك الحاج عثمان ود الحسين في عراقي ناصع البياض ويهب مباشرة ليلبي طلبك قاطعا الونسة التي كان ينسجم فيها مع احدى زوجتيه أم الحسن بت يِحمد او أم الحسن بت محجوب او كلاهما ويدخل مباشرة للدكان ذو الباب الخشبي ازرق اللون ويبادرك بالقول
داير شنو آ المبروك
فتقول بسرعة وانت تمد الطرادة
قالولك دايرين
نص تمنة شاي ورطلين سكر وطحنية بي شلن وورقتين شعيرية ومصاصايتين وادنا الباقي
لم تكن حينها الاكياس متاحة
لهذا فانك غالبا ما تكون تحمل علبة السكر وعلبة الشاي وماعون للطحنية وفي حالة لم تكن تحملها فحتما ستسمع من الرجل السبعيني تقريعا لطيفا وهو يقول “اها.. اسع اديك ليهن في طرفك يا مبهدل” قبل ان يبدا في البحث عن بدائل ويقطع ورقة من كيس اسمنت يطويها في شكل قرطاس ويفتح صندوق الشاي الذي كان يأتي حينها من الصين مباشرة في صناديق خشبية بطول 45 سم وعرض 35 سم وارتفاع 60 سم ومغلفة بطبقة قصدير من الداخل لتحفظ نكهة حب الشاي ويوزن لك المطلوب ثم يميل نحو جوال السكر ويوزن لك الرطلين وبعدها يفتح صفيحة الطحنية ويمد لك حجر طحنية مصحوبا بعبارة هاك آ المبروك ومن ثم يوزن لك ما تريد وبعدها يتاول كيسين الشعيرية ويقطع المصاصتين من شريطهما الطويل ذو اللون الاحمر ويمد لك الاغراض ومعها الباقي الذي ربما يكون ريال او شلن او 7 قروش
..
كثر من الاحيان لا ينتهي الامر كذك فقد تبدأ السؤال عن سعر شرك الطير “القلابة” او سعر السنارة وخيط الجبادي املا في ان تدخر بعض القروش لتحقيق حلم امتلاكهما يوما
..
زكريات وزكريات داهمتني وانا انظر لدكان ود الحسين الذي رحل عن الدنيا قبل اكثر من 20 عاما ورحلت بعده ام اولاده بت يحمد ورحلت أيضا بت محجوب قبل عامين تقريبا ورأيت ان الدكان خر صريعا هو الآخر ليلحق بهما وتبقت منه الاطلال كما تبينها الصور ادناه
اللهم ارحم ود الحسين وزوجاته رحمة واسعة