اضرب واهرب ..عبدالمنعم شجرابي يكتب.. كانت أيام سعيدة
*** خرجت من العزاء الذي أقيم ببيت السودان بالقاهرة للراحل المقيم الفنان محمد الأمين مع العازفين المخضرمين أحمد الزبير وإبراهيم الجعلي وتوجب علينا الجلوس في المقهى المجاور بعد قسم الطلاق الذي ( رماه ) الجعلي مؤكداً على ( جعليته ) وهو ( يصر ويلح ) على ( الشاي والقهوة )
*** قبل أن نأخذ الجلوس على القهوة وقبل أن آخذ مقعدي على المقعد تذكرت عدد من العازفين ربطني بهم إخاء وصداقة فقفز إلى الذاكرة ( التي هرمت ) وبلا ترتيب رياض .. وعبد الماجد .. عبد الله امبغو .. وعلي ميرغني .. وناصر .. وصلاح دهب .. والفاتح حسين .. وحرقل .. وعبيد .. وأحمد رحمة .. وحمزة .. .. والشافعي .. وصلاح خوشيد .. وياسر جيتار .. وبشير عباس .. وأسامة بكلو .. وجبريل .. والشايقي ومحمدية .. واسماعيل عبد الجبار .. والفرزدق .. وزرياب .. وعوض أحمودي والقائمه تطول
*** جلسنا وأنا اذكر الثنائي ذلك الحفل الكبير بمشاركة عدد من الفانيين والذي نقلته الإذاعة من دارهم وخلاله أعلن عميد الفن المرحوم أحمد المصطفى رئيس اتحاد الفنانيين منحي وأنا شاب أفيض شباباً والفريق شرطة إبراهيم أحمد عبدالكريم ( رحمه الله ) والأستاذ النعمان حسن ( متعه الله بالصحة والعافية ) العضوية الشرفية لاتحاد الفنانيين ليدمي الفريق إبراهيم ايدي الحضور بالتصفيق وهو يتحدث بكلمة ( مموسقة ) ومنسقة ومعبرة عن تلك المنحة الغالية
*** جلسنا وأنا أتحدث عن ( شجرة الإذاعة ) وظلها كان ظلال من الإبداع يلتقي فيه الصحفيون والمذيعون والشعراء والكتاب والعازفون والفنانون وتجري تحته البروفات ليتفاجأ الناس يوماً ( بقتلها ) بقرار من مدير الإذاعة عوض جادين وكان القرار من أسوء سيئات الإنقاذ أصحبه بقرار سيء آخر بوقف كل الأغنيات التي تحمل كلمة خمر وما درى أن ( خمرة العشاق ) للرائع عثمان حسين ( لذة للمستمعين )
*** جلسنا وتحدثت عن حضوري بروفات وردي بسودانيز ساوند وكيف كانت تجري البروفات وحضوري لبروفات أخرى لابن البادية ومحمد الأمين وعبدالقادر سالم باتحاد الفنانيين
*** جلسنا وتحدث كل منهما عن أيام عزف فيها مع العمالقة أحمد المصطفى وسيد خليفة وإبراهيم عوض وصلاح بن البادية وأبو داؤود والشفيع والفلاتية ومنى الخير وزيدان إبراهيم
*** جلسنا وتحدث ثلاثتنا متحسرين على ماضٍ تليد أثرى فيه عمالقة الفن وجدان الشعب ومشفقين على هذا العهد الأغبش الذي تسيدت فيه ( القونات ) الساحة الفنية وتحكمت فيه ( الحكامات ) اللائي ( يغنين ويتغنن ) للقاتل والسارق والمغتصب وقاطع السبيل ويقف على رؤوسهن من يشتت ( النقطة ) بأموال امتدت إليها يده بلا خجل ولا حياء
*** جلسنا وتسامرنا وناقشنا وافترقنا بأمل اللقاء في لقاء أوسع مع أحباب وأصدقاء آخرين للمزيد من المودة والإخاء والثر من الآراء والنقاش
*** ودعت أصدقائي للذي لا تضيع ودائعه شاكراً ربي الذي جعلني ( صحفي شامل ) عبر ( باب الرجال ) دخلت إلى السياسة ضد ( الظلم والظالمين ) و( بالروح الرياضي ) عبرت مع الرياضيين بكل الألوان ودخلت مع أهل الفن عضواً ناشطاً ( بالحيشان الأربعة ) الإذاعة والتلفزيون والمسرح واتحاد الفنانيين
*** كان السودان جميلاً
كانت لنا أيام
كانت أيام سعييدااا
ربي مناي تعييدااا
نسعد بيها تاني
ونعيد الأماني
عبدالمنعم شجرابي ..