رجاء نمر تكتب المئات شردتهم الحرب قسرا … الصحفيين السودانيين ما بين حرب الكلمة وشبح النزوح والتشرد

المئات شردتهم الحرب قسرا..
السودان … الصحفيين السودانيين ما بين حرب الكلمة وشبح النزوح والتشرد
غياب تام للمنظمات الحقوقية والإنسانية والمختصة بدعم الصحفيين
المرضى السودانيون في الهند… معاناة تتمدد وآلام تتجدد
منظمات دعمت الصحفيين بالأواني والتموين
صعوبة كبيرة فى العلاج ..والصحفية هادية صباح الخير تحكي تجربتها
تقرير: رجاء نمر
.مع دخول حرب السودان بين قوات الشعب المسلحة مليشيا الجنجويد شهرها الثامن تتضاعف معاناة شرائح الصحفيين والإعلاميين في العاصمة الخرطوم وفي ولايات دارفور وفي مهاجرهم داخل وخارج السودان فى .
وتتصل معاناة الإعلاميين السودانيين من ناحيتي عمليات الاعتداء والنهب الواسعة التي طالتهم من جملة ما اصاب قطاعات السودانيين .وكذلك من ناحية صعوبة القيام بواجبهم المهني في وقت تزايدالمخاطر وتوقف،وسائل الإعلام وتوفف المرتبات .فضلا عن انعدام الإنترنت
وفي ولاية البحر الأحمر يقول الصحفي احمد عمر وفد اكثر من أربعين اعلامي واعلامية كمتاثرين بالحرب في مناطقهم وباحثين عن فرص للعمل حتى الآن السلطات والمنظمات لم تقدم لهم دعما رسميا معلنا وبرغم ذلك هم بكابدون للعب دورهم المهني الوطني وكشفت الحرب ما تعانيه الدبلوماسية السودانية من أوضاع تحتم على الدولة مراجعتها ومعالجة الخلل الذي انعكس على الرعايا
عالقين بالخارج
وامتدت معاناة الإعلاميين لتشمل مجموعات اوقعها حظها العاثر لتكون عالقة خارج حدود الوطن لتلقي العلاج حيث يوجد في جمهورية الهند وحدها عشرة إعلاميين فى دلهي جاؤ للعلاج من بين (٧٠٠) مريض سوداني يعانون الان من توقف العلاج وشبح التشرد حيث تعرضت عدد من الأسر الاسبوع الماضي إلى إخلاء السكن بسبب عجزهم عن دفع الإيجارات التى تشهد ارتفاعا كبيرا …وعبر عدد من الصحفيين السودانيين خلال استطلاع أجراه مركز الخليل الاخباري الى تقاعس المنظمات الدولية الإنسانية فى تقديم الدعم إلى المتضررين من الحرب وأشار بعضهم إلى تصريحات أدلي بها اتحاد الصحفيين بإنشاء صندوق لدعم الصحفيين المتضررين من الحرب إلا أن تلك التصريحات لم تجد النور بعد
حالة أستياء
وعبر كثيرين عن استيائهم من المنظمات والمؤسسات الصحفية الدولية المتخصصة فى تقديم الدعم والمساندة فى وقت الكوارث للصحفين ويعيش الصحفيين السودانيين أوضاعا معقدة وقاسية إلا أن عدد كبير منهم ظل يبحث ويعمل على الميديا فى نشر الأخبار والمعلومات بينما اتجه عدد كبير وانخرط فى المهن الاخري
الإيجارات مهدد أول
وفيما يتعلق باوضاع الصحفيين بولاية كسلا شرقي السودان يشير الصحفي صديق رمضان الي أن عدد الإعلاميين الذين نزحوا إلى كسلا عقب اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم يربو عددهم على الأربعون إعلامياِ أكثرهم صحفيين وبعضهم مذيعين ومذيعات بقنوات فضائية، ولفت إلى أنهم يتوزعون على مدينتي كسلا حاضرة الولاية و حلفا الجديدة، مبينا أن جلّهم حضروا رفقة أسرهم الصغيرة ولجأ عدد كبير منهم الي استئجار منازل عادية بأحياء شعبية تُعد منخفضة في أسعار إيجارها الذي يتراوح بين مائة وخمسون ألف إلى 250 ألف جنيه في الشهز، وقال إن الصحفيين الذين وفدوا إلى كسلا تحاشوا السكن في الشقق الجاهزة لارتفاع قيمة أسعار إيجارها التي تبدو فوق إمكانياتهم بكثير.ولفت رئيس تحرير مجلة طيران بلدنا الإلكترونية الصحفي السابق بالانتباهة إلى أن الدعم الذي استلمه الاعلاميين النازحين يتمثل فقط في أواني منزلية من منظمة ألمانية بالإضافة إلى مواد تموينية محدودة من جمعية الهلال الأحمر ومفوضية العون الإنساني. وقال أن بعضهم اتجه إلى مهن هامشية مثل تحويل الرصيد وبيع الأطعمة في الأسواق وذلك لمحدودية فرص العمل الإعلامي بكسلا. وأشار صديق رمضان الي أنهم يعانون كثيرا في دفع الإيجارات الشهرية للبيوت ولكن رغم ذلك أعتبر أن كسلا أفضل من غيرها من ولايات البلاد، ونوه إلى أن هذا كان سبب لنزوح عدد من الإعلاميين من مدني إليها لانخفاض الإيجار الذي يشكل هاجسا مؤرقاً لكل الصحفيين. وأضاف:نلتقي في السوق الكبير لنستدعي ذكريات العمل الصحفي بالخرطوم قبل الحرب ونتفقد أحوال بعضنا ونقتسم مانحصل عليه من أموال،نتمنى أن تتوقف الحرب لنضع عصا الترحال.
البلد ناشفة!!!
وقالت الصحيفة هويدا حمزة رئيس تحرير صحيفة الحياة اليوم الإلكترونية اهتمت حكومة ولاية الجزيرة باسكان الصحفيين الفارين من حرب الخرطوم باجتهاد وزير الإعلام الاستاذ الهادي بوب ووزير التربية والتعليم الدكتور كمال الدين عوض مع وزير واقام الوالي اسماعيل عوض عشاء عمل تحدث فيه تن الأوضاع الأمنية بالولاية كما قام بزيارة بعض الصحفيين في مراكز الإيواء بالمدارس وقام بالواجب.
رغم اجتهاد مستشار وزارة الإعلام الاستاذ عابد سيد أحمد في فتح منافذ العمل بالولاية إلا أن الفرص شحيحة إن لم تكن معدومة فالبلد (ناشفة) ؟لم تستطيع مواعين الولاية إستيعاب الصحفيين حيث أن معظمهم ناشرين إلكترونيين فأصبحوا بلا عمل لا يملكون ثمن الانترنت الذي يمارسون به عملهم بمواقعهم الإلكترونية. بعض الصحفيين اجتهدوا بمبادرات شخصية في فتح سبل رزق لهم ولأسرهم المتكدسة معهم بغرفهم بمراكز الإيواء ولكن العائد من هذه المبادرات لا يسمن ولا يغني من جوع وأصبحوا يعتمدون في معيشتهم على مواد الاغاثة التي تجلبها المنظمات.
بالنسبة للعلاج هنالك إستمارة علاجية صممت لعلاج النازحين عموما لكنها تشمل مقابلة الطبيب والأدوية مجانا من صيدلية الهلال الأحمر السوداني ولكن التحاليل وصور الأشعة ليست مجانية وهي غالية الثمن .
نطالب بأن يتضمن العلاج المجاني التحاليل والصور والعمليات لأن الجميع ليس لديهم مصدر دخل
كما ندعو والي الجزيرة التوجيه باستيعاب الصحفيين من الخرطوم ضمن كو ادر الوزارا ت الاعلامية لحين ميسرة. .
دعم الاتحاد !!!!؟
وتواصل هويدا قرأنا قبل ذلك عن دعم اتحاد الصحفيين السودانيين بالتنسيق مع اتحاد الصحفيين الدولي للصحفيين المقيمين بمصر وهذه خطوة جيدة ولكن يجب أن يشمل الدعم الصحفيين الهاربين إلى الولايات حيث أن الدعم يرتكز على المواد الغذائية ولكن هنالك احتياجات أخرى كالعلاج والحليب وغيرها مما يتطلب دعما ماديا ثابتا
هادية صباح الخير داخل مستشفى ودالنيل
كارثة صحية
الأستاذة هادية صباح الخير رئيس تحرير المسار نيوز التى تستشفي بأحد مسافي ودالنيل بولاية الجزيرة وصفت الوضع بأنه كارثة صحية حيث أن أسرة المستشفي بدون فرش ينام عليها المريض وأشارت هادية التى تعاني من مشاكل فى الدم عقب إصابتها بالملاريا إلى أن المستشفي ليس بها طوارئ أو وحدة أمن لحماية الممتلكات وناشدت البرهان ومالك عقار ووالي سنار وقالت معقولة مستشفي من١٩٧٣ يكون ده الحال واضافت أخبرني الدكتور أن المراتب يتم سرقتها لانعدام الحراسة حيث يوجد بالمستشفى شرطي يعمل يومي الجمعة والسبت واردفت لن تتوقف الحرب فى ظل استمرار الظلم
أسري المرض والحرب
ويقول الصحفي ياسر الطاهر الذي يستشفي بحيدر اباد لم يدر بخلد العديد من المرضى الذي جاءوا إلى الهند بحثا للعلاج..ونخص منهم بعض الصحافيين.. يوما ان يكونوا اسيري المرض والحرب في بلد غير بلدهم فبعدما قادتهم خطى العلاج إلى دولة الهند منذ العام الماضي.. تداعت ظروف العمليات الجراحية والمتابعة للبقاء في مدن نيو دلهي وحيدر اباد ومدن أخرى.. لاكثر من عام .. ستة اشهر منها قبل الحرب وسبعة بعدها.
وضع اليم
ويواصل وضع المرضى العام في الهند بعد الحرب ..ونخص منهم الصحافيين .اختلف تماما مثلهم مثل اي مريض سوداني وما اكثرهم ” يقدر عددهم بالمئات ” جاءوا إلى هنا بحثا عن العلاج من امراض عضال ابرزها ” السرطان والقلب والعيون والباطنية والكلى وكسور العظام” وغيرها من الامراض.. ففي مدن نيو دلهي وحيدر اباد “التي استشفى بها” وغيرها من المدن الهندية نقبع جميعا في انتظار الفرج بعدما تقطعت بنا السبل بسبب الحرب التي اندلعت في السودان حيث لا تحاويل ولا غيرها في ظل متطلبات تتمثل في السكن والاعاشة والمتطلبات الطبية العاجلة ..فضلا عن تجديد الاقامات وهذا لوحده أمر صعب.. وهي مصروفات ظلت تتراكم يوما بعد يوم.
معاناة عامة وخاصة
على الصعيد العام والشخصي حاول اغلب المرضى بقدر الامكان التأقلم على الوضع الحالي بحيث يستطيعوا مجابهة الامر الواقع إلا أن معظم المحاولات باءت بالفشل فالوضع الطبي لكل المرضى يحتاج لمتابعات عاجلة خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة.. مما يستلزم توفير التكلفة المالية لتلك الاجراءات الطبية والتي أن توقف العلاج فيها قد يصعب الأمر ويسوء.
اما على المستوى المعيشي والسكني الأغلب المرضى الصحافيين ..فقد تراكم الايجار وتعدى خمسة اشهر.. ولولا تفهم مالكي العقارات لحدث ما لا يحمد عقباه.
إضافة إلى توقف العلاج لأغلب المرضى.
دعم السفارة
تواصلنا مع السفارة متمثلة في كامل طاقمها .. حيث وجدنا الترحاب والتفهم لاحوالنا ..فقدمت السفارة ما استطاعت اليه لبعض المرضى ..لا يتجاوز عددهم اصابع اليد وبعضه دعم شخصي من بعض موظفي السفارة ..على سبيل المثال ..محيي الدين يوسف ويسري مصطفى ..لهما منا كل التقدير والشكر والثناء.. الا انه لم يسد حاجة ومتطلبات اغلب المرضى..وهو دعم لا أقول شحيح إلا أنه المتاح للسفارة التي اعتقد أن أفرادها يعانون مثلما نعاني نحن المرضى في الهند.
لذا اعتقد أن الأمر يتطلب التدخل العاجل لمجلس السيادة الذي بالتأكيد لا يغفل شأننا ..رغم خوض الجيش معركة الكرامة لدحر المتمردين لفك ضائقتنا هذه عبر تولي أحد أعضاء مجلس السيادة ..أو مجلس الوزراء ممثل في وزارة المالية ووزارة الرعاية الاجتماعية ملف المرضى السودانيين بالهند لتوفيق اوضاعهم.