زاوية شوف أخرى ناجي فرح يوسف يكتب الإمن الغذائي مسئولية من؟*(٢-٢)

أصبح المزارع كالجندي الذي يقحم في معركة دون سيف يقاتل به، أو درقة يصد بها الأعداء كأضعف درجات القتال. و أصبحت الزراعة حكرا على الأغنياء فقط، لذلك الدولة تضع شروطها وجباياتها ولا تستثني مدخلاتها والعجب أن المسئولين يملأون الوسائط ضجيجا فخا فجا، ويقيمون السمنارات والورش في ذات المواضيع التي ضاقت الادراج عن حملها.
فإذا كان هذا ديدن الحكومات فليكن للشعب رأي آخر، وليكن شعبا تملأ شرايينه القيم، وعقله الأفكار، وسواعده الاصرار، ولنكن كيفما نريد أن نعيش احرارا و أول الحرية امتلاك القوت، والسعي إلى الله توكلا وعملا يحدث الله بعده أمرا.
لابد من أن تعي الدولة أن هذه احدى مشكلاتنا، فلا اعلم اهي جينات، ام خيبات توارثت من كثرة الألم والإحباط وعدم الثقة في الدولة والذات. و لماذا لا تكون هناك ادوار تقوم بها الوزارات الصورية المعنية بالامر والتي لا أهمية لها بين الوزارات الأخرى لأن عين الدولة لم تقع على ما يمكن أن تقدمه متزامنة مع نظيراتها؟، لماذا لا تتبنى الدولة أو تشجع برنامجا وتسميه *أماني و أماني* مثلا على نسق *أغاني و اغاني* لتلهب الحماس إنتاجا يقي العوز،الفردي، ويملأ ضرع الوطن عملات صعبة حتى إن اغناها عن الاستيراد.
ومثلا فقط نقتبسه من الهند الصديقة، لا مساحات شاسعة كالتي تتناثر في بلادي لأجل زراعة السكر و تكلف ما تكلف ونتزاحم أيام رمضان نتابع البواخر القادمة من الهند والبرازيل محملة بآلاف الاطنان من السكر، فهناك في الهند كل من يريد أن يزرع قدر ما يملك من مساحة ولو كانت مترا فليزرع، و ويحصد و يعصر ويذهب به إلى المصنع عصيرا ينقصه التكرير.
فكم من مساحة أدخرت لشيء آخر؟، وكم من ايد عملت؟، وكم وكم ونحن نتهكم و نربط الاستغباء بالنسب اليهم، فليتنا كنا كما يستخف بعضنا ببعضنا.
الأمن الغذائي مسئولية الجميع، مسئولية الدولة قبل الشعب، و مسئولية الشعب قبل الدولة وقبل هذا وذاك هو مسئولية الإعلام الذي يقود الاشياء الى مواطنها، و يكشف اسرار بواطنها، فلماذا لا تكون هناك مبادرة إعلامية بتبني صحيفة أو مجلة أو دورية تحمل اسم الأمن الغذائي لتبث الوعي والحماس؟.
أمننا الغذائي بين أيدينا فيما يلينا، وفي أيدينا أن نجبر الحكومات برغبتنا، ونلف عجلة قيادتها نحوه متى ما أرادت أن تحيد عنه، لماذا كلنا سياسيون لماذا لا نتجاذب الحديث في غير السياسة والكورة والغناء والقونات والزنق، فالتاريخ لن يرحمنا ولن ترحمنا أنفسنا اللوامة متى ما استفاقت من كيد الأمارة بالسوء.
____________________
*جيش واحد شعب واحد لوطن واحد*