مقالات الرأي

وهج الكلم د حسن التجاني يكتب مأساة ومآسي الحرب….!!

 

 

* كثير من الناس في السودان ينتظرون بفارق الصبر نهاية الحرب والعودة لديارهم المحتلة الان ..وكثير منهم يمني النفس بان تعود حياتهم لما قبل الحرب.

* صحيح هي أمنيات تحقيقها بامر الله 

والدعاء له.. ولكن لم يفكروا بعد ماهي خططهم وماهي مساحات تفكيرهم في الغد بعد العودة …ماذا (ينوون) عليه من تصحيح لمسارات حياتهم بعد الحرب هل سيكتفون بالعودة فقط وانتهي الامر ام سيكون هناك تغييرا ستشهده حياتهم الاخري في كل شئ بعد الحرب ؟ 

* معاناة سنة كاملة غريبة في شكلها ولونها وطعمها وأسلوبها بل حتي في مفاهيمها العامة والخاصة .

* الغالبية العظمى هجرت ديارها الي الجزيرة كاقرب مكان وان اهل الخرطوم كانوا يظنون أن أهلهم هناك ولكن خاب ظنهم حيث لم يجدوا بالفعل اهل بل وجدوا (اهل) غرباء عنهم ووجدوا تجار ازمة ينتظرونهم بكل مفاهيم 

القسوة والجشع والأنانية وكأنهم يأمنون ان الحرب لن تطالهم ولم يتعظوا بان ما يحدث لأخيك يعافيه الله ويبتليك وقد كان .

* اللهم لا شماتة…….. ولكنه الواقع والوعد الرباني …كما تدين تدان …ترجمة حقيقية وسريعة علي أرض الواقع ولكن لتكون عظة واعتبار للاخرين .

* داهمت المليشيا مدني وقراها وحدث ما حدث وتشردوا غالبيتهم .. يبحثون مأمنا وملجأ يحتمون به من ويلات شرزمة الجنجويد فتشردوا شرقا وتركوا ديارهم وممتلكاتهم وكثيرها تم جمعها جشعا من اهلهم في الخرطوم عندما وفدوا اليهم هناك ولم يخافوا الله فيهم فعاملهم الله بالمثل وهذا درس قاسي ليكون عظة لغيرهم ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

* كل أموالهم التي جمعوها من وافدي الخرطوم (شفشفتها) المليشيا حتي السيارات التي اشتروها بمال الجشع والخيانة كانت خارجة عن حرزهم وسيطرتهم والاستفادة منهايا (كافي البلاء) .

* الافظع من هذا ان بعض اهل الخرطوم ومدني بعد ان داهمتهم الحرب اللعينة بدأوا يبحثون عن اطيانهم وورثتهم كحقوق لهم في الولايات التي وصلوها …جاء وقت البحث عنها ولكن هيهات …قادتهم للمحاكم والعياذ بالله وامتلأت بهم ساحاتها….وخلقت الجفوة بينهم وكأنهم اعداء وليس اهل (تبا لكل ظالم اخذ حقا ليس له ..دون وجه حق) .

* الان المحاكم بعد هدوئها 

وسكونها زمنا …..وجد المحامون ضالتهم وامتلأت دفاتر يومياتهم بأكثر من شاك ومظلوم.. يبحث عن حقه والمحامون هؤلاء وجدوا عملا بعد عطالة لاحقتهم زمنا وهم من الوافدين ايضا في معظمهم … هذا الحال هو حال السودانيين الذي صار ……في صور مأساوية تقطع انياط القلوب

والسودانيون اشتهروا بنسيجهم الاجتماعي المتين 

للاسف لقد تقطعت حبال الوصل بين الأهل والقبائل والعشائر وما صاروا كما كانوا. 

* الان الحال ليس هو الحال

….الحال الذي كان يشهد استقرارا ومودة ورحمة بين الأهل ومحبة وايثارا …صار كراهية وبغضا وحسدا والما وتألما وتفرقا والعياذ بالله.

* بهتت خيوط نسيجنا الاجتماعي وتقطعت وتمزقت

وصار الحال يغني عن السؤال في سودان العزة والوفاء …والمحبة والإخاء.

* ماسي الحرب التي يجني حصادها مواطن السودان الان لا يمكن حصرها وعدها ويبقي السؤال …ماالذي استفاده انسان السودان من الذي حدث له خلال الحرب التي اول مرة يعيشها واقعا في حياته داخل وطنه السودان؟

* ماهي خططهم لما بعد الحرب ؟…هل سينحصر تفكيره في العودة فقط وانتهي المشوار ؟ ام سيسعي جادا غير كل سابق المرات لمعالجة آثارها السالبة ؟ 

من تشريد واغتصاب وقتل 

واحتيال وجريمة وفظاعة سلوك احلت بهم ؟

* هل سيعود كما كان قبل الحرب ام هناك خططا جديدة لإحداث امرا آخرا جديدا لتفادي ما حل بهم ووقعوا فيه؟

* كلها اسئلة تحتاج اجابات 

لتخطي ماسي وكوارث الحرب اللعينة التي أخلت بالسودان واهله….ويبقي السؤال ايضا هل المواطن كان له دور في هذه الحرب بخيانة وسذاجة مارسها وجهل بالأمور عاشها ومازال …وكيف يتخطي كل ذلك لينجو سليما من كل هذآ

لاحقا ليعيش دون ماسي كالتي يعيشها اليوم ؟ لابد من التفكير الجاد لقلب الموازين للأفضل والا (كأنك يا ابو زيد ما غزيت).

سطر فوق العادة:

ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم……غيروووووا ما بانفسكم تفلحوا ويغير الله حالكم للأفضل.

        (ان قدر لنا نعود)

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!