مقالات الرأي

خارج الصورة  عبد العظيم صالح يكتب يوم مع العمده حامد

 

للطيب صالح مقولة وردت في (موسم الهجره إلي الشمال) تقول :ثمة آفاق يجب أن تزار

..جالت العبارة في خاطري وأنا و(عاصم البلال )في صالون عمنا حامدمحمد آدم بداره العامره بديم حي النور ببورتسودان..

منذ قدومنا لم يفارقنا زميلنا وصديقنا الصحفي والاعلامي(هاشم عمر)..ففي كل يوم نحن في محل حفاوته وضيافته كأننا وصلنا بورتسودان للتو ..ومع كل صباح جديد يقترح لنا برنامجا مختلفا لا يشبه اليوم الذي يليه.  

هاشم إبن الشرق ومن هذه المدينة (هبة البحر ) ولكنه (ديامي) عاش عمره وشبابه في الخرطوم. لا ينفك علي مدار اليوم يتحف مسامعنا بحكيه عن الديم وأهلها ومناخاتها. ومع ذلك لا ينطبق عليه وصف النازح فقد عاد مع أسرته الصغيرة الي مدينته ومسقط رأسه وديار قومه بسلاسة وهدوء ومؤديا دوره مع زملاءه في أعلام الشرطة وهذه المره علي (الساحل) ويا حليل (شاطئ النيل الخصيب).

إقترح هاشم ضمن جدول الزيارات الراتب زيارة الزعيم العمالي والعمدة حامد آدم والحقيقة كنا نظنها زيارة ضمن برامج الزيارات التي نقوم بها ولكننا فوجئنا بأننا أمام دعوة وليس زيارة خاطفة كما أتفقنا فواضح ان الاعداد لها تم مسبقا (علي طريقة كرم أهل الشرق ) اذ،وجدنا أمامنا مائدة متنوعة حوت الغالي من صيد البحر اكراما لنا وتقديرا لهاشم فالعمده حامد خاله..

بعد الاستقبال الحار وجدنا أنفسنا أمام معرض تاريخي وصور نادرة وتعود لأزمان مختلفه منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي الي اليوم.. الصور في ظاهرها شخصية ولكنها تعكس بوضوح معالما لتاريخ الحركه العمالية والنقابية والسياسية والاجتماعية في شرق السودان خصوصا وتاريخ العمال في السودان عموما.

أمضينا يوما مثمرا مع العمده حامد محمد أدم وتحولت اللحظات لجلسة إجتماع تاريخية وكتبا اهدانا لها مضيفنا ولا نعرف هل نبدأ القراءة ام نواصل الاستماع لسيرة نضالية ونقابية ربما لا تكفي جلسة واحده لسبر أغوارها وتفاصيلها التي تحكي نضالات الحركة النقابية التي عايشها العمده حامد علي مدي ثلاثة عقود من الزمان وهي نضالات بها الكثير من الدموع والدم والعرق والتضحيات في سبيل الدفاع عن حقوق العمال وقوانين الاستخدام والخدمه وتحسين الأجور والدفاع عن الحريات ومناهضة القوانين المقيدة للحريات..

سرد لنا محدثنا بدايات نضالهم كعمال شحن وتفريغ وقصة الإضراب والاعتصام الشهير في العام ١٩٦٥ والذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحي وساهمت هذه المواقف والتضحيات الجسام في تحرير ارادتهم والتي فتحت المجال لقيام نقابة عمال الشحن والتفريغ واعتراف الحكومة بها علي مستوي الميناء والسودان ككل كما قامت الجمعية التعاونية لعمال الشحن والتفريغ ودورها في تشغيل العمال وتخفيف أعباء المعيشة اليومية..

ونمضي مع العمده وسيرته الكثيرة والمتنوعة في مجالات العمل النقابي والتشريعي والإداري والتعاوني والسياسي داخل السودان وخارجه فقد تقلد عدة مناصب في اتحاد عمال السودان والنقابة العامه لعمال الشحن والتفريغ وعضو برلماني لستة برلمانات قومية وولائية وإقليمية وله مساهماته في لجان قومية ووطنية..إضافة لدوره في شرق السودان فهو زعيم قبلي وعمدة لقبيلة بيت بحايلاي المستقلة..

ويبقي الانطباع الذي خرجنا به والعمده حامد يودعنا عند عتبة الباب بقيمة ما قام به من توثيق وتأليف للكتب وهي قيمة عالية ونفتقدها عند كثير من رموزنا السياسية والاجتماعية فلا نحفل كثيرا بذلك وفي المقابل يضيع التاريخ الذي هو ملك للأجيال لأخذ العبر والدروس وهذا ما قصده الرمز النقابي والعمالي حامد محمد أدم مع الامنيات له بالصحة والعافية…

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!