لواء شرطة (م) د . إدريس عبدالله ليمان يكتب… الدُنيَا مُنَى وأحلام .. !!

رأى أحدهم فيما يَرى النائم أنَّ مسئولاً رفيعاً فى حكومة الكفاءات التى تم تشكيلها مؤخراً لتدير الجهاز التنفيذى بكفاءة وإقتدار ، ولتكون عوناً للمجلس السيادي فى معركة الكرامة ولعله المتحدث الرسمى بإسم الحكومة فى مقابلة تلفزيونية بثتها الفضائية السودانية بالتنسيق مع القنوات الإخبارية العالمية ، فوجده رجلاً مسئولاً ومتحَدِّثَاً مجيداً بلسانٍ مُبين ، لا يَتَهَرَّب مِنْ الجواب ويَتَقَبَّل الأسئلة مهما بَلَغت حِدَّتُها بِرحابةَ صدرٍ وقد أوصل رسالته بذكاءٍ وموضوعية فى كُلِّ ما يتعلق بالموقف العملياتى الذِّى يُتابعه المواطن السودانى وكأنه يُتابع المباريات النهائية فى الدوريات الأوروبية المختلفة بالتقرير المُدَعَّم بالأرقام والأسانيد .. والأمر الذى أعجب صاحب الرؤيا فى تلك المقابلة ولفتت نظر الجميع أنَّ ذلكم المسئول لم يَدَّعى براءة القيادة العسكرية من النقص والإختلالات فى إدارتها لمعركة الكرامة والتقدير العملياتى الميدانى رغم كُلَّ التضحيات الجِسام لجيشنا الباسل ، بل أقَرَّ ببعضها فى أطارها وسياقها الطبيعى ووعد بمعالجة هذا الأمر .. وتَحَدَّث كثيراً وبأسىً شديد عن الذين يكتبون بمداد اليأس والإبلاس ممن سقطوا فى أودية الضلال والبهتان والإنغماس فى أوحال التَرَدِّى والخُذلان بأنَّ هذا السودان لن تعود إليه عافيته وقوته وأنَّ مصيره التَشَظِّى والتفتيت وكأنهم يَتَرجِمون إرادة الطامعين فيه .. وأبان سيادته بأنَّ هذا الشعب الكريم والراعى الرسمى للقوات المسلحة له تأريخ عريق ، وصاحب إرادات إنسانية عميقة وحضارات عظيمة بخير طالما أن قواته المسلحة وأجهزته الأمنية بخير ، غير أنه يعيش مخاضاً عسيراً وينتظر الميلاد الجديد للدولة السودانية بعد القضاء على المليشيا المجرمة وأعوانها وحلفاؤها .. وأضاف قائلاً نعم إن بلادنا بخير وأهلها أكثر وعياً من ذى قبل ، وأكثر قدرة على الإقدام والخطوِ الواثق .. ولن يكونوا شعباً مهذوماً مخذولاً مكسوراً منكوباً كما أرادت له المليشيا أن يكون رغم الأخطاء القاتلة التى ظَلَّت القيادة التى وثِقَ بها الشعب ترتكبها سوءاً فى التقدير والتدبير .. ووجَّه حديثه المباشر للشعب السودانى بإنَّ أعاصير الهموم والأحزان التى أثارتها تلك الفئة الباغية وكادت أن تُلقى فى قلوبكم اليأس والقنوط من قواتكم المسلحة التى ظَلَّت صامدة وصابرة فى ميادين القتال تواجه هذا العدوان الدولى وهذه الحرب المفتوحة نفيدكم بإنها لم تَطوى أشرعتها ولم تُلقى أسلحتها ولن تفعل رغم تكاثر الهوام ودَّابَّة الأرض على جذعها ومنسأتها .. وأن التأريخ سَيُخَلِّد ويُمَجِّد ويُسَجِّل ويَنقُشُ اسماء فى حياتنا من رجالات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأوفياء على جُدران البطولة وهُم يُسَطِّرونَ أروع الملاحم ، ويَصُدّون أظلمَ عُدوَان دولى تَعرَّضَت له بلادنا عبر تأريخها .. وأنه سيأتى اليوم الذِّى سيَقتَصَّ أهل السودان مِنْ كّلِّ مَنْ أجرَمَ بحق المجتمع والدولة السودانية .. وسيأتى اليوم الذى يعمل فيه الجميع على إعادة الإعمار وتأسيس عقد إجتماعى جديد وبناء ما دَمَّرته المليشيا المجرمة .. ومِنْ ثَمَّ دار نقاشٌ مستفيض مع أجهزة الإعلام حول العديد من القضايا التى تهم المواطن كقضية اللاجئين السودانيين العالقين فى أثيوبيا ، ومعاناة الهاربين إلى مصر عبر الصحراء ، وقضية الشهادة السودانية التى لم تجد لها الدولة حلَّاً ، وغيرها وغيرها .. وفجأة سمع الناس صوتاً قويَّاً يأتى من أقصى القاعة : أبلغوا عنَّا السيد الرئيس بأن يكون حاسماً حازماً والاَّ يكون مُتَرَدِّدَاً فى إتخاذ القرارات المصيرية للدولة مهما تكاثر حوله من يُريدونه أن يتباطأ فى تشكيل حكومة قوية تأخذ لنا حقنا مِنْ عدوَّنا وتنتقم ممن ظلمنا وسفك دمائنا ونقص ذِمامنا وهَتَكَ سُدولنا .. فجاءه الرد كما جاء لعبدالحليم فى رائعته ( فاتت جمبنا ) .. فأدرك صاحبنا أن ما رآه كان أضغاث أحلام ولم يكن رؤيا منامية فأخذ يدندن مع سيِّدى الجيلى عبالمنعم لم يكَن إلاَّ لقاءًا وإفترقنا .. وحينما حاول من كان معه إيقاظه من نومته وإفاقته من هضربته أمره الآخر بأن يدعه قائلاً على طريقة المبدع عبدالناصر الطائف فى الدراما الإذاعية حِلم فى حِلم : ( خليه ينوم يمكن النومة دى تريحوا ..)
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏽 *لواء شرطة (م) :*
*د . إدريس عبدالله ليمان*
*الأحد ٣٠ يونيو ٢٠٢٤م*