فريق شرطة(حقوقي) د. الطيب عبدالجليل حسين المحامي،، يكتب….السودانيون في مصر

لو يدرك ويعلم المصريون والسودانيون حقيقة الإشتهاء العاطفي بعضهم لبعض، لنبذوا حالة التشاكس والمطاعن الدائرة من فئة يغيب عنها وعي التاريخ والجغرافيا والدم والحضارة والوجود الإنساني. وهل يعلم ساسة وشعب السودان ومصر، أن 60% من إقليم شمال السودان، وأن 40% من السودان النيلي جنوبا، والسودان البحري شرقا وجنوبا، شعب خليط من دماء مصريه، لأب مصري والد، أو لأم مصرية والده، أو أن الأم المصرية الوالدة هي الأب المسئول للولد المولود.
وهل يدرك عقل المصريون والسودانيون أن دماء مصريه هي دماء لبعض زعماء اثنيات دارفوريه وكردفانية عريقة وأصيله، وأن أحد أسباب هندسة قانون الجنسية السودانيه 1957م تعديل 1972م تشريعا له، أساسه الإعتراف بسودانية حامل الدم المصري بالميلاد ناشئا أو مقيما في السودان، وأن تعديل الجنسية السودانية 1972م ضروراته لمعالجة حالة مواليد السودان من دماء مصريه.
اكتب هذه الحقائق لينتبه عقل الساسة السودانيين والمصريين لحقيقة واقعهم المشترك المصيري، ولا أود الخوض في ما هو معلوم بالضرورة، أن الأمن القومي والأمن الوطني لمصر وللسودان متلازمان، ولا ينفكان عن بعضهم البعض، آصرتهما، ذات حالة الإشتهاء العاطفي الناشئة طبيعيا بين المصريين والسودانيين. وأقول صادحا، حالة وجود السودانيين في مصر، تقتضيه حالة الضرورة، والضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها. وليس من شهامة السودانيين الأصليين الأصلاء، التقريظ مدحا تذكيرا لجميل صنعوه، لمثيل حالة ضرورة عاشها أخوة الدم المصريين تاريخ زمان مضى يحفظه ضمير عقلاء السودانيين والمصريين. وتذكيرا فقط أقول، الرعايا السودانيين في مصر، لهم حقوق الدم والتاريخ والوجود الإنساني فوق أرض مصر المؤمنه بأهل الله كما نشدها شيخنا البرعي الزاهد والعارف بالله. وتنظيما وواقعا، وجود السودانيين في مصر، تحكمة تشريعات إلهية ربانية سماوية لحالة المستضعفين في الأرض، وتشريعات إنسانيه أرضيه تعاقدية جماعية عالمية هي لزوم واجب على أخوتنا اشقائنا المصريين، لحماية السودانيين المستضعفين الهاربين من لظى نار جحيم النزاع المسلح الدائر في السودان منذ 15 أبريل 2023م، فلا يجوز إبعاد أي سوداني من مصر قسرا جبرا، وحتى لو لم يكن يحمل أوراق ثبوتيه سودانيه، ولو كان قد دخل مصر بالتهريب، وتسجل قيدا لدي سلطات مفوضيةاللاجئيين في مصر، وكان في إنتظار ميقات منحة وثيقة وإقامة لجوء (إعتبارا) أن صح أصطلاح كلمة لجوء لسوداني في مصر، وللسودانيين في مصر حق التعليم والعلاج والإقامة وحق العمل أسوة بأشقائهم المصريين، وللسودانيين في مصر حق معاملتهم معاملة المصريين في تحمل تكاليف مصروفات إستخراج وثائق تصاريح الاقامة دون عنت تكاليف عاليه، وللسودانيين في مصر حق التنقل دونما تمييز أو تفرقه في قيمة تعريفة النقل.
ومقابلة لما يلقيه ويتطلبه الواجب على السودانيين في مصر، واجب على السوداني إحترام القوانين والنظام العام، وعدم الإخلال بالأمن وتأذية الشعور والذوق العام، وأي سوداني في مصر يرتكب فعل أو عمل مخالف ومخل بالقوانين والنظام العام، مصيره المحاكمة العادله والإبعاد القسري جبرا.
وأخيرا أقول، ما يجمع المصريين والسودانيين، أكثر بكثير من ما يفرق بينهم، وروابط الحضارة والتاريخ والدم والمصير المشترك وجريان الماء المقدس هبة نهر النيل العظيم، جميعها مدخلات ومخرجات لبناء مصالح مشتركة تؤالف المصريين والسودانيين، ولكن أين هو العقل والفكر والارادة لتوحيد روابط الدم والجغرافيا.
فريق شرطة(حقوقي)
د. الطيب عبدالجليل حسين محمود
المحامي، عضو إتحاد المحاميين السودانيين وعضو إتحاد المحامين العرب.