لله والتاريخ دكتور عبدالرحمن علي يكتب سر الانتصارات في معارك الكرامة بالفاشر

تعد سلسلة المعارك التي دارت رحاها في مدينة الفاشر ضمن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها البلاد من قبل تلك القوات البربرية الباغية التي لا تعرف قوانين الحروب تلك الهجمة الهمجية التي لم يسلم من نيرانها الشيخ الفاني ولا الحرائر والأطفال ولم يسلم حتي المرضي والمعاقين . إلا أن هذه المعارك في الفاشر نوعية فهي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في معركة الكرامة . هي كلمة السر التي تعتبر النهاية الفعلية للخلاص من الجنجويد والي الأبد.
لهذه الانتصارات العظيمة أسباب نجاح اولاها الانضباط واحترام التسلسل العسكري وذلك حينما اشتد البلاء بالبلاد وشق التمرد عصي الطاعة وهاجموا بوحشية علي كل أجهزة الدولة وعاثوا فيها الفساد نادي القائد الأعلي للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان أصحاب الهمم لصد هذا العدوان فنهض الجنرال مني أركو مناوي في ثقة واعرار ولسان حاله يقول ستقضي عليهم قبل الفراغ من هذا المجلس ثم توجه نحو الفاشر السلطان حيث حاضنته الاجتماعية وما ان حل بالمدينة حتي ألتف حوله ابطال القوات المشتركة فأبلغهم رسالة القائد الأعلي البرهان فهتفوا لبيك وسعديك نحن لها نحن لها فصاحوا صيحة داوية صيحة هزت الآفاق صيحة ارجفت قلوب الخونة والبغاة وعندئذ امر الجنرال مني أركو بثلاثة حكات تضمنت خمسة كليات حض الشرع الزود عنها . هذه ثلاثة الحكات وحدت أهل الفاشر وأصبحوا علي قلب رجل واحد مما تسارع الشباب لحمل السلاح لطالما عشقوا القتال كما برز دور المرأة التي أقسمت أن تقاتل من داخل الصفوف . فما علي الجنرال مني إلا أن حمد الله وأثني عليه علي هذه الثقة وعلي شاكلة الي البحر يسعي أم الي البدر يرتقي حتي قال قولته الشهيرة (الذهاب الي السماء ذات البروج ) هذه العبارة التي صارت لغزا …
وثاني هذه الاسباب ان في الفاشر الرجال دناقر ولا كبر عناقر…وهذا ما سنتناوله لاحقا