أعمدة الرأي

فيض الخاطر  ،، ياسر المنا  .. يكتب …  الى البرهان بلغة   “المستديرة”!

 

* عديدة الرسائل التي وجهت إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بين ناقد ومؤيد ومستنكر ولم يخل بعضها من الاساءة والرجاء والأمل والعشم.

* لنجرب طريقة جديدة ممثلة في الحرف الكروي او ما يسمى بلغة “المستديرة” والتي في الحقيقة عالم قوي يفوق اقتصاده وموارده اقتصاد وموارد دول لذلك يتطور بالفكر السليم واعلاء المصلحة العامة اولا واخيرا .

* صياغة رسالة عبر “لغة المستديرة” يمثل امرا صعبا ولكنه يعد تجربة نمط جديد في شكل وقوالب الرسائل وان كان الميدان ميدان سياسة وفي ايام قاسية ومؤلمة تخلو من اللعبة الحلوة التي تستحق التشجيع والهتاف والتصفيق.

* وتبدو المحاولة اكثر صعوبة واشد تعقيدا في ظل الصراعات والانقسامات والتحالفات وتوزيع صكوك الوطنية والتصنيف وفق المصالح والاجندة حيث لا توجد منطقة وسطى فماهو متاح خياران فقط وطني او خائن.

* حتى وان كنت تحترف لغة المستديرة و لم تمتهن السياسة او تسبر اغوارها متفرج ليس الا سيقاس ما تكتبه وفق معيار (مع او ضد) وطني او خائن او مجرد شخصا وهميا لا قيمة لما تكتبه مستديرا او مستطيلا.

* كل هذا شكل محاذير قبل التفكير في الكتابة وتوجيه الرسالة الى رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش البرهان الذي يتحمل اليوم مسؤولية تاريخية واخلاقية تجاه الشعب والوطن.

* لنبدا ونقول له باسلوب “الكرة” انك تقف اليوم في وسط الملعب حكما وعليك ادارة واحدة من المباريات “العبثية” في تاريخ البشرية والامة السودانية و بيدك ذات الصافرة التي هي جزء من البزة العسكرية.

* الوضع في السودان الملعب الكيير كما هو الحال في الملاعب المتعارف عليها مجموعة لاعبين في المستطيل والغالبية منهم يجلسون في مدرجات متنوعة وعلى مقاعد اليأس والوجع والحزن لا متعة ولا رغبة الا في ان تحين ساعة الهدف القاتل الذي ينهي المباراة.

* الهدف القاتل يعني “الانتصار” ولكن يا سيدي لن ينتظره احدا بعد مائة عام وان كان حقيقيا ما تعني بانك ستطلق صافرة اعلان استقرار الهدف القاتل في الشباك بعد مائة عام فلن يقول الجمهور غير “الله المستعان”

* ندرك ان ما ذكرته صيغة مبالغة وتاكيد على عزم وإصرار ولكن الحقيقة وكما يعرف كل عشاق ومتابعي “المستديرة” ان اي مباراة تتجاوز زمنها الاصلي ولا تحسم تكون المخاطرة فيها كبيرة والمغامرة ممنوعة.

* لا احد يضمن عواقب الزمن الاضافي والحسرة والندم ليس بعيدان ابدا في ظل وجود الاحتمالات المفتوحة بشأن الضربة القاضية.

* المخاطرة في الوقت الاضافي تختلف كثيرا في واقعنا فبدلا من ان تكون على حساب الاعصاب ستكون على حساب الارواح بل مصير دمار الملعب نفسه.

* لدى لجان التحكيم في الاتحادات الرياضية معايير ومقاييس لاختيار الحكام وتتبع اجراءات دقيقة ومعايير فنية عندما تكون المباراة مصيرية ولا تقبل غير القدرة والقوة وسلامة القرار والعدالة.

* لقد وضعتك الاقدار واختارت لك ان تكون حكما لمباراة مصيرية حديث الناس كل الناس وتتطلب العدل والتركيز وعدم الالتفات لاصوات المتشنجين الذين يحاولون ارهاب الحكم ليقودهم الى منصة التتويج.

* كذلك هناك لاعبون يجيدون التمثيل والحيل ويمارسون الخدع والضغوط على الحكم لينفذ “هدفهم” ويتخذون من صافرته “سلاح” الفوز عندما يرون ان ذلك هو سبيلهم لتحقيق الغاية.

* المحاباة تظل الامر الذي يجب ان يحذره الحكم و يحرص ان لا يقع في شركها ومؤثراتها العلنية والخفية و”الحركات” الخبيثة التي تخلق في الملعب الفوضى وتستغل المواقف ليعلو صوتها.

* الميدان لا يخلو عادة من الانتهازين والذين لا يهمهم الا الفوز وان طال الزمن حتى وان تم عبر لعبة تتعارض مع مبادئ واخلاق اللعب النظيف.

* قد يسأل سائل عن اللعب النظيف فهل يضع في خانة ما يفعله الجنجويد من حالات “تسلل” تصل الى درجة الافعال الاجرامية الشنعية ام غياب النسق الدفاعي الذي يحمي الشباك او حدوث ما يؤدي الى اطالة زمن كل هذه الالاعيب وتستمر اللعبة.

* الحق “بل” المسؤولية تفرض على الحكم ان يكون فطنا ويقظا وحازما وحاسما في حسم الفوضى وحتى لا يفقد السيطرة وتصبح الصافرة ليست ذات اثر وقيمة.

* اكثر ما يخشاه المتفرجون الذين كل املهم سماع صافرة النهاية ان تسبقها صافرة تخلط الحابل بالنابل ويتحول كل من في الملعب الى ضحية باكتمال سيناريو النهاية المأساوية.

* نامل ان يكون لا يزال الوقت متاحا بأن تطلق صافرة النهاية في التوقيت السليم وتحمي العباد والبلاد ويكون النصر للسودان والانسان.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!