العميد م/ عمر محمد عثمان… يكتب … ضرورة اعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة حرب

بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة حرب استجابة لتحديات السودان المتفاقمة….!!
📝 عمر محمد عثمان
يعيش السودان في هذه الأيام تحت وطأة ظروف استثنائية وصعبة، حيث فرضت الحرب نفسها على الشعب السوداني وقواته المسلحة دون سابق استعداد. إلا أن الجيش والشعب أظهروا تماسكًا كبيرًا، وامتصوا الصدمة الأولى بصبر ومثابرة، متحملين الأعباء الجسيمة التي ترتبت على هذا العدوان.
ومع كل هذه المعاناة الناتجة عن الحرب، جاءت كارثة طبيعية أخرى لتزيد من أوجاع الشعب السوداني. فقد تسببت الأمطار الغزيرة والسيول والانهيارات في السدود بدمار واسع النطاق، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين، حيث تأثرت الكثير من المناطق الحيوية والقرى، وتعرضت بنى تحتية للدمار، وأصبحت حياة العديد من الأسر في خطر.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، كان من المتوقع أن يرتفع الأداء الحكومي الخدمي إلى مستوى التحديات، وأن تكون الاستجابة سريعة وشاملة لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين. ورغم الجهود الحثيثة التي يبذلها بعض المسؤولين والجهات الحكومية في هذا الصدد، إلا أن الواقع يظهر أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب. فتظل هناك فجوة كبيرة بين حجم الكارثة ومدى الاستجابة الفعالة من الحكومة.
وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يبرز سؤال مهم يحتاج إلى إجابة عاجلة: لماذا لم تُعلن حالة الطوارئ بعد كل هذا؟ ولماذا لم تُشكل حكومة حرب وطوارئ تنهض بمهمة التصدي للعدوان وتقديم المساعدة للشعب السوداني الصابر المحتسب؟
إن إعلان حالة الطوارئ قد يكون ضرورة ملحة في هذه المرحلة الحرجة. فالحاجة إلى تكاتف الجهود بين جميع مؤسسات الدولة، والتركيز على تقديم الدعم الفوري للمتضررين، أمر لا يحتمل التأخير. تشكيل حكومة حرب وطوارئ تتمتع بصلاحيات استثنائية، قد يكون هو السبيل الوحيد لضمان استجابة حكومية فاعلة وسريعة في مواجهة هذه التحديات المتعددة.
إن الشعب السوداني يستحق حكومة قادرة على الوقوف بجانبه في هذه اللحظات الحرجة، حكومة تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وتسعى بكل جهدها لتخفيف المعاناة، وتقديم الدعم والمساعدة لكل من يحتاجها. فلن يكون هناك نصر حقيقي إلا إذا تضافرت جهود الجميع في سبيل خدمة الوطن وحماية شعبه من كل الأخطار المحدقة به.
٢٩ أغسطس ٢٠٢٤م