أعمدة الرأي

`زاوية خاصة` ،، `نايلة علي محمد الخليفة`  .. تكتب … `طبيبة بلا مستقبل`

 

في ظل توسع مظلة التعليم العالي ، وإتباع نهج القبول للناجح أو لمن تؤهله نسبته لدخول الجامعة ، كقاعدة لسياسات القبول في الجامعات الحكومية والخاصة ، دون التقيد بمنهجية الكشف الطبي ، وإجتياز الطالب للإختبارات ودن إنتظار ظهور التقرير الطبي ، المهور بتوقيع الطبيب ، الذي يشير فيه إلى أن الطالب لائق أو غير لائق صحياً ، فغالب الظن أن الكشف الطبي لا يؤخد به ، فأصبح إجراء شكلي لا قيمة لنتيجته ، وفقا للمنهجية أعلاه ظهر في الحياة العامة ، أصحاب القدرات الضعيفة الذين أسهموا في تردي القطاعات الحيوية ، في المجتمع السوداني.

 

جمعتني الصدفة في السكن ، بفتاة على أعتاب التخرج كطبيبة من كلية خاصة للطب ، الطالبات اللواتي يتشاركن معها السكن ينفرن منها ، فهي كثيرة الكلام يشخص الأطباء النفسانين ، حالتها بأنها مصاب بالمينيا ، إن لم تجد من تتعارك معه بالكلمات ، تتعارك مع نفسها ، كثيراً ما تتحدث بمفردها ، دائما تدندن بالأغنيات في الشارع والمواصلات العامة ، دون الإكتراث لمن هم حولها ، تشكو مشاكلها الصحية لمن تعرف ولمن لا تعرف ، ويمكن أن تعيد القصص والمواقف ، التي تمر بها عشرات المرات ولنفس الأشخاص ، في حال أن إرتاحت لبعض الشخوص تحرمهم حتى من أوقات الراحة الشخصية ، بالفوضى التي تخلقها في المكان.

 

رحم الله الطب والكليات الطبية التي أصبح الدخول إليها سهلا ، فمثل هذه الطبيبة التي لا يفصل بينها والتخرج سوى شهرين فقط ، في نفسها تحتاج لمن يعتني بها ، ويأخذ بيدها فكيف بها أن تعالج الآخرين ، فقلت لمن هن معي أثناء حوار تقيمي لحالتها، العتب على أسرتها التي أختارت لها هذا التخصص ، وعلى الكلية التي إرتضت أن تكون ضمن طلابها ، دون التقيد الصارم بنتائج الكشف الطبي ، فأصبحت هذه الفتاة ضحية الأسرة التي لم توجهها التوجيه الصحيح ، والكلية التي فضلت المال على الأخلاق ، وهي تخرج طبيبة بشهادة مكتوب على ترويستها ،طبيبة بلا مستقبل…لنا عودة.

زر الذهاب إلى الأعلى