ثقافة قانونية…… (89) د. عبدالرحيم حاج الأمين .. يكتب .. الفساد Corruption

بناء على مناشدة البعض التوسع في الأمر .
~تعريف الفساد لغةً~ :-
الفساد في اللغة يعني التلف أو التدهور أو الخروج عن الحالة الطبيعية. يُقال: “فَسَدَ الشيء” أي أصبح غير صالح للاستعمال أو أُلحق به ضرر. ويأتي الفساد في مقابل الصلاح، ويشير إلى التغيير نحو الأسوأ أو الخروج عن المألوف.
~تعريف الفساد اصطلاحًا~ :-
الفساد يُقصد به إساءة استخدام السلطة الموكلة لشخص أو جهة لتحقيق مكاسب خاصة على حساب المصلحة العامة. يمكن أن يحدث الفساد في القطاعين العام والخاص، ويتخذ أشكالًا مختلفة، مثل الرشوة، المحسوبية، الابتزاز، والتلاعب بالمال العام أو الخاص.
~تعريف الفساد في القوانين:-~
1.اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC):- تعرف الفساد بأنه سلوك الموظفين العموميين الذي ينطوي على تلقي أو تقديم رشوة أو استخدام المنصب لتحقيق منافع شخصية.
2.في معظم الدول العربية:- ينص القانون على أن الفساد يشمل كل نشاط يؤدي إلى إضعاف النزاهة والشفافية في الإدارة العامة، ويشمل الرشوة، الاختلاس، التلاعب في العقود العامة، وإساءة استخدام السلطة.
3.في قانون مفوضية مكافحة الفساد السودانية 2021:- يُعرَّف الفساد بأنه “أي فعل أو امتناع عن فعل يؤدي إلى إساءة استخدام السلطة الممنوحة للفرد أو الجهة لتحقيق مصلحة خاصة أو منفعة غير مشروعة.” هذا القانون يعتبر من انجع القوانين لمحاربة الفساد..!
*أنواع الفساد:-*
1.الفساد الإداري:- يتعلق بانتهاك القواعد والنظم في المؤسسات العامة والخاصة لتحقيق مصالح شخصية، مثل التلاعب في القرارات الإدارية أو الوظائف.
2.الفساد المالي:- يشمل إساءة استخدام الأموال أو الاختلاس أو التحايل على المال العام لتحقيق منافع شخصية.
3.الفساد السياسي:- يحدث عندما يقوم المسؤولون السياسيون باستغلال السلطة لتحقيق مكاسب غير قانونية أو إعطاء امتيازات للأقارب والأصدقاء على حساب العدالة والمساواة.
4.الفساد الاجتماعي:- يشمل انتهاك القيم الأخلاقية والمجتمعية، مثل استغلال النفوذ الاجتماعي لتحقيق أهداف شخصية غير مشروعة.
5.الفساد القضائي:- يتمثل في التأثير على القضاء للحصول على أحكام غير عادلة من خلال الرشوة أو التلاعب.
6.الفساد البيئي:- يشمل التعدي على البيئة واستغلال الموارد الطبيعية بطريقة غير قانونية، مما يؤدي إلى تدمير الموارد والإضرار بالطبيعة.
الفساد بمختلف أشكاله يعد عائقًا أمام التنمية والعدالة، ويؤدي إلى تدهور الثقة في المؤسسات ويزيد من التفاوت الاجتماعي.
وفقاً لهذه المعايير، يعتبر السودان غارقًا في الفساد من رأسه إلى أخمص قدميه، ما لم يتم تطبيق حكم سيادة القانون مع التشدد في العقوبة، وإلا سيكون كمن يحرث في البحر.
ملحوظة! (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)..
*د. عبدالرحيم حاج الأمين*
القاهرة، 17/9/2024