مقالات الرأي

الفريق الدكتور هاشم علي عبدالرحيم يكتب : شرطة الكرامة انجازات ضخمة في زمن الافتراء والتدليس والكذب البواح

 

في رده الاثيري علي الاخ محمد لطيف ابدى السيد اللواء طيار عثمان داؤد انزعاجه الكبير من الافادات الخاطئة التي تضمنها تسجيله الصوتي الاخير عن الطائرة الانتنوف، التي امتلكها مؤخرًا طيران الشرطة، ذلكم التسجيل الذي قال الاخ داؤد إنه سيضر كثيرا بسمعة هذه الادارة مؤكدًا ان افادة مدير الادارة العامة لطيران الشرطة اوضحت الحقائق التي غابت عن لطيف، الذي أعاب عليه انه لم يكن موضوعيا، وعمد الي الإثارة بلا تبَيُّن ولاهدى، ودون الرجوع إلى مصادرَ موثوقةٍ ومحايدةٍ لا تحركها الاجندةُ والاحقاد.

الشاهد هو ان الأخ لطيف لم تَغِب اوتخفَ عليه هذه الحقائق المعلومة سلفًا للجميع، بدايةً من رجال الدولة ومعارضيهم وحتي لرعاة الضأن في خلاء ام بادر الا ان (الما بدورك في الضلام بحدر ليك) ولهذا ومن هذه النقطة – تحديدًا – ابدأ انا مقالتي هذه والتي لن يكون موضوعها محصورًا في مسألة شراء الطائرة الانتنوف، بل سيمتد لكل الاشياء الشرطية العظيمة والكبيرة التي قامت بها الشرطة وكان الهدف الأول والأخير منها خدمةَ الوطن والمواطن، وحولَّها لطيف – الذي لم يكن لطيفا وصادقا – الي اشياءَ ليست ذات اهمية، ولاتستحق حتى ان تكونَ من أولويات الشرطة في زمن الحرب التي يرفضونها ابتداءً، ويمدون لمن يديرون شأنها السنةَ المكر ليضمنوا لمشعليها من المغتصبين واصحاب الاجندة تمكينًا وإمدادًا، ليفعلوا تارةً اخري اضعافَ ما فعلوا بالوطن ومواطنيه دون ان يضمنوا لهؤلاء المواطنين النازحين اللاجئين المشردين الحفاة عودةً ميمونةً للديار وجبرًا لضررٍ لا يمكن جبره. وقبل ان ابدأ في طرح افاداتي وتوضيحاتي هذه، ارجو اولًا أن اسأل الأخ لطيف عن مصادره التي تُتحفه بأخبار الداخلية والشرطة، وعمَّا اذا كانت مصادرًا وطنيةً مخلصةً، ام صاحبةَ اجندة واغراض خاصة. واقول له، وهو – للحق – كان مساندًا ومعضدًا لنا في إعلام الشرطة طِوال فترة حكم الإنقاذ، التي عملنا فيها جميعا ككيزان بالانتساب، وكان – خلال فترة ادارتي لاعلام الشرطة والنطق باسمها – قد فتح لنا باب مؤسسته الإعلامية علي مصراعيه لإقامة سمناراتنا ومؤتمراتنا الصحفية ونشاطاتنا الإعلامية الاخري. وبقينا علي هذا الحال حتي بعد الثورة وقبيل نشوب هذه الحرب الغاشمة المغتصبة. ولعلَّ الحال قد تبدَّل الآن مع تواجده الحالي مع الجهة التي أشعلت هذه الحرب وكانت ارادتها التي وقعت بسببها ميثاقًا مع حلفاء الداخل والخارج: تمزيق السودان وتشريد اهله بعد اخراجهم من ديارهم بغير حق وابدالهم بقوم آخرين، عطفا علي نوايا التغيير الديمغرافي الاستراتيجي الهادف لنهب الثروات والمياه و الأرض، ووسيلتهم في ذلك الكذب وتغيير وتلوين الحقائق والتدليس والافتراء ونشر الاوديوهات والفيديوهات التي تهدف – بالأساس – لهزيمة الشرطة وتفكيكها واستفزازها لتوسيع الهوة بينها وبين المواطن. وهذا الامر أضحى اكثرَ وضوحًا الآن من خلال هذه الترهات والمنشورات التي تقوم بها هذه الثلة التي ترأسها تلكم الشمطاء القميئة، التي ما ان تراها، حتي تحضر في مخيلتك شجرة الزقوم التي لها طلعٌ كأنه رؤوس الشياطين. يفعلون ذلك وهم يعلمون ان الشرطة وقيادتها الحالية الموصوفة – كذبا وافتراءً – بالفساد، فعلت للوطن والمواطن كل الممكن وكثيرًا جدا من المستحيل، في زمن العدم والفاقة والعودة من الموت، وهذه الاشياء – التي تم بخسها – هي ، كما قال هو، الامن الغائب والمساحة الجغرافية الصغيرة التي تغطيها خدمات الشرطة وصناعة الجواز وتغيير لوحات المركبات وسفر الوزير والمدير العام وبعض القيادات الشرطية للخارج، واخيرا طيران الشرطة والشرطة المجتمعية المفترى عليهما. واقول ابتداءً، إنه يبدو ان فرية احتلال الجنجويد السفلة المغتصبين لثمانين بالمائة من مساحة السودان، قد صدقها البعض من كثرةِ تكرارها تارة من الهالك حميدتي وتارة من اخيه المعاق جسديا وعقليا، وتارة من خونة الاوطان ومستشاري الضلال. والواقع – الذي لا لبس فيه – يقول إن الحكومة وجيشها وشرطتها تبسط سيطرتها التامة علي أكثر من الثمانين هذه، وذلك فقط بحساب الولايات التي لم تدنسها اقدام مرتزقة الشتات ونزح اليها مواطنو الولايات التي دخلتها المليشيا وهجَّرَت سكانَها وعاست فيها فسادًا لا يتصوره عقل. وكل هذه الولايات الآمنه المطمئنة، تقوم فيها الشرطة بواجباتها علي اكملَ وجه، وقد انضمت كل قواتها، اما للمشاركة في القتال مع الجيش في معركة الكرامة، وقد قدمت من الشهداء قادةً وضباطًا وافرادًا واتجه الباقون للعمل في اداراتهم بتلك الولايات، او العمل فيها. ولا يُوجد، بين الضباط العاملين، من لجأ لدولة جارة ليُقال إن سبعة الف ضابطَ شرطة هربوا الي مصر، فالضباط الذين لجأوا للشقيقة مصر، جميعهم معاشيون. وتعرف الآن إدارة الشرطة انه ليس لديها ضابط لم ينتسب اويلتحق بجهة شرطية، وإن وجدت قلة غائبة حتي الآن فهي خارج القوة فرضا ومتمردة حتما علي الوطن والشرطة.

ان الشرطة، التي لاهمَّ لكم غير تفكيكها واضعافها، منذ ان ابتل الله السودان واهله بثورتكم الخواء التي لم نجني منها سوى الخراب والدمار والتشريد. عندما اقامت مصنعًا جديدًا للوحات في بورتسودان لاستبدال اللوحات القديمه واستعادت بياناتها في زمن قياسي، كان في بالها الكم الهائل من المركبات المنهوبة التي لا سبيل لوقف تهريبها وتحريكها الا بهكذا اجراء، فعلت ذلك لاجل المواطن خدمة لا خدعة كما زعمتم. والشرطة التي خرجت كل مجمعاتها الهجرية في العاصمة والجزيرة فعلت المستحيل لتتمكن من استعادة بيانات السجل المدني واستجلبت المصانع من المصدر لتقليل التكلفة وشرعت فورا في استخراج الجوازات وشهادات الميلاد والقيد المدني، وتمكنت- في زمن قياسي- من حل معضلة الجوازات من خلال ملحمة سيسجلها التأريخ، تلكم المعضلة التي تعطلت بسببها مصالح كثيرة للمواطن داخل الوطن وخارجه، فعلت ذلك خدمةً للمواطن، لا خدعة له. والشرطة التي طورت مواعينها الطبية واستجلبت لها احدث المعدات في بورتسودان وكل العواصم الآمنة والخالية من التمرد لتستقبل المرضى، كل المرضى والجرحي والمصابين، وكانت الشريك الاكبر في خلق البيئة المريحة للنازحين في المعسكرا. وقد فعلت ذلك خدمةً لا خدعة، كما زعمتم. والشرطة التي قامت قيادتها وبتخطيط وذكاء وخبرات متراكمة من ادارتها المالية بتوفير كافة اللوجستيات المطلوبة للعمل بما في ذلك المركبات الادارية والقتالية والمصانع والزي، وحتي الطائرات، فعلت ذلك من اجل المواطن خدمةً له لا خدعة، كما زعمتم.

وللداخلية التي قام وزيرها السيد سايرين بزيارة روتينية للولايات المتحددة الامريكية لاجتماع راتبٍ يُعقد في بلاد العم سام ة، يجمع كلَ قادة العالم الامنيين، وفي معيتهم وفود اكبر بكثير من الوفد الذي رافق السيد الوزير، الذي لم يكن الأول الذي يقوم بهذه الزيارة، فقدزقام بها، من قبل، كل وزراء الداخلية الذين تعاقبوا علي كرسي الوزارة. قام سعادته خلال هذه الزيارة – التي لم تستغرق اكثر من زمنها المقرر اصلا بحساب الزمن والمسافة والاغراض السياسية – بأشياءَ كثيرةٍ، حققت الكثيرَ من المكاسب للحرب الغاشمة والجائرة التي فُرضت على بلادِنا ضد اصحاب الاغراض والاطماع اقليميًا ودوليًا. ورغمًا عن اننا مازلنا علي خلافنا واختلافنا القديم معه في هيكلته العرجاء المتعجلة صاحبة الأغراض، والتي توقفنا عن الكتابة فيها بايعاذٍ وطلبٍ من زملاءَ وقادةٍ كبار في الخدمة والمعاش قام السيد الوزيررخلال هذه الزيارة بعملٍ كبير علي المستويَيْن الشخصي والرسمي، ادي لتوضيح الكثير من الملتبسات في الشأن الحربي والمتصل بالعمالة والارتزاق والجوار البغيض الطامع في ابعاد معارضيه للأبد بتوطينهم في السودان. كما انه – وفي طريق عودته- تخلف بالقاهرة ليومين، حيث كانت تنتظره جملةٌ من الملفات الساخنة والمتعلقة بالهجرة واللجوء واوضاع السودانين. وقد رايتم جميعا كيف ابلى فيها كل ذلك البلاء الحسن. كما انه الآن – وبشهادة القيادة الشرطية- صاحب افكار ومبادرات اسهمت كثيرا في النجاحات الضخمة التي حققتها الشرطة .

واخيرا فإن الشرطةَ الشعبية والمجتمعية – التي قلتم بانها مليشيا كيزانية- فإن الجميع يعلم بانها ادارة شرطية كانت تقوم بواجبات امنية غاية في الاهمية باسناد شعبي ومشاركة مجتمعية اصيلة اساسها ان الأمن مسئولية الجميع ولا يخفى على احد ماكانت تقوم به الشرطة الشعبية وامن المجتمع من ادوار ضمنت من خلالها الحفاظ علي قيم المجتمع السوداني واخلاقه، الامر الذي جعل الكثير من الدول التي بينها دول عظمى، من إنشاء ادارات مماثلة. ولا اظنه يخفى علي احد ماحدث في الآونة الاخيرة من تفشي للرذائل وتعاطي مهول لأنواع مستحدثة من المخدرات. كما اضحت سيداو منهجًا تم تطبيقه عمليا حتي عُبِدتِ الشمسُ جهارًا في شارع النيل وسُلِّمت مباني جمعية القرآن الكريم لجماعة النوع، وقد قامت الشرطة الآن بتجديد العهد لشرطة المجتمع التي تعمل وفقا للقواعد القانونية الجنائية المعنية بالنظام العام، وقد فعلت ذلك خدمةً للمواطن لا خدعةً، له كما تزعمون.

والداخلية وشرطتها – التي ستقوم وخلال الايام القادمة ومن خلال هيئة التوجيه والخدمات – بعقد مؤتمرٍ جامعٍ حول دور الشرطة في حرب الكرامة، وهي تفعل ذلك لتقرأَ مع الناس – كل الناس – كتابَها المفتوح، أصلًا، خدمةً للشعب لاخدعةً له، كما تزعمون .

والآن، وجميعنا علي يقين، بان هذه الحرب، التي يخوضها جيشُ العزة والكرامة، في نهاياتها، وسيقضي جيشنا – مع الشعب – على كل الشتات المرتزق والعملاء المتخمين باموال الماسونية والابراهيمية وعبيدها في الجوار الاقليمي..

ونواصل،، 

فريق شرطة حقوقي دكتور

هاشم علي عبدالرجيم عمر

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!