زاوية خاصة ،، نايلة علي محمد الخليفة .. تكتب .. القيدومة وبكرة العيزومة

الشارع السوداني ليلة الأمس خرج بمدنه وقراه ، في مواكب عفوية لمجرد إنتشار خبر تحرير مصفاة الجيلي ، الذي إتضح لاحقا أنه مجرد شائعة من غرف الجنجا ، إلا أن الجميل في الأمر ، بعد أن أدرك المبتهجون أن الخبر عار عن الصحة ، لم يتراجعوا بل تعالت أصواتهم بالهتاف الداوي ، جيش واحد شعب واحد ، مصحوبا ذلك بالأناشيد الوطنية ، وزغاريد النسوة التي شقت عنان السماء.
حالة الفرح الهستيرى الذي إجتاحت سودانين الداخل والخارج ، تؤكد أن هذا الشعب مسكون بحب الوطن وجيشه ، وأن كل الحواجز والدسائس ، التي حاول البعض صناعتها في نفوس المواطنين ، طيلة السنوات الأربعة منذ إندلاع الثورة المشؤومة ، لم تأتي أكلها ولم يجني من حاول غرسها ثماراً طيبة ، بل إرتدت عليهم وبالاً ولكأني بوجوهم ليلة البارحة عابسة ، يتململون في منيمهم ، ويصفعون خدودهم ويشقون جيوبهم ، حسرة على ما رأوه بام اعينهم
المواكب العفوية التي إنتظمت السودان ، أمسية البارحة جاءت كرد عملي عفوي ، دون سابق تنظيم ، على تصريحات الناطقة السابقة بإسم تقدم ، رشا عوض التي إستنكرت فيها على السودانين الاحتفالات ، والنزول للشوارع حال إسترداد الجيش للمواقع ، التي يسيطر على الجنجويد ، فمجرد إنفتاح الجيش ونزول المشاة على الأرض ، أصيبت هذه الحية بالإحباط ، والتي يتحالف جناحها السياسي مع المليشيا ، ولا يجرؤ على إدانة الجرائم الذي إرتكبها هؤلاء الأوباش ، في حق المواطن المغلوب على أمره ، لتأتي دون حياء وتكتب في محاولة منها لمصادرة فرحة السودانين ، وهي لا تعلم أن الشعب السوداني قد تجاوزها ، وتجاوز معها أرجوازات الحرية والتغيير ، التي تعكس لسان حالهم ، وما تضمره نفوسهم الصدئة.
فرحة المواطن وأشواق العودة ، إلى المدن والقرى والديار والذكريات ، إمتزجت أمسية الأمس بدموع الصغار والكبار ، وأفئدتهم تدعو بالنصر للقوات المسلحة والقوات المساندة لها ، حاولت أن أنهض من مقامي الذي كنت فيه ، واجتهدت أن أشرح للمتجمهرين في الموقع الذي أتواجد به ، أن المصفاة لم تتحرر بعد ، وأن الخبر مجرد شائعة ولكن حتما ستعود لحضن الوطن ،حتى لا يُحبط الناس ، فأنبرت إحداهن ثم قالت (نحن عرفنا أنها اشاعة ، لكن فرحانين لأنو الجيش بدأ يهاجم وأدانا أمل ، الليلة دي القيدومة وبكرة العيزومة).
فيا عزيزتي رشا عوض فأنت لست بعزيزة ، ولكن المفردة اقحمتها تقديراً وإكباراً ، للجواز السوداني الذي تحملينه كهوية ، ليتك كنت حضوراً بالأمس لتسمعين بأذنيك وترين بعينيك ، كيف أن الشباب الذي خدعتموه بالأمس ، قد خرج من جلبابكم وأنتشر في الشوارع ، يهتف بإسم السودان وباسم الجيش ، وانقلب السحر على الساحر ، وتبدلت مقولة معليش معليش ما عندنا جيش ، إلى معليش معليش عندنا جيش ، ..رفعت الأقلام وجفت الصحف ، وعرف المواطن عدوه من صليحهِ.. لنا عودة.