مقالات الرأي

الفريق الدكتور هاشم علي عبدالرحيم يكتب بالحبر الجاف امارت الشر والمرتزقة والجنجويد(بين ملص اللباس والجري الدنقاس)

 

إمارة الشر والمرتزقة والجنجويد

قبل أيامٍ قلائل كتب أحدُهم أنَّه كان حضوراً فی مقهى ضمَّ لاجئين من ثلاث عشرة دولة، أو أكثر، بينهم سودانيونَ وسوريونَ ويمنيون وليبيون وفلسطينيون ولبنانيون.. كانوا مجتمعين لمشاهدة مباراة الإمارات ضد كوريا الشمالية و الجميع -مع الاسف- كانوا يشجعون كوريا (كيم جيم اون) بقوة، ليس تعاطفاً مع الفريق الذی ربما يكون مصيرُه الإعدامَ إذا خسر المباراة، ولكن كُرهاً في الإمارات (ومحمدها) بن زايد.غير المحمود، تذكرتُ حالَنا نحن في السودان قبل أعوام قليلة، ربما لاتزيد عن الثلاثة، عندما كُنَّا نحضر مباريات الإمارات فی مختلف المسابقات، فيما عدا كأس الخليج الذي تتباين فيه المشاعر، كُنَّا نحضر مباريات الإمارات وقوفاً حتی صافرة النهاية، من فرط تشجيعِنا وحبِّنا وتقديرنا لها ولشعبها ووفاءً لمُفجِّر نهضتِها حكيم العرب زائد الخير والكرم والشهامة. تذكرتُ هذا وقلتُ في نفسي: ياتُرىٰ أيُّ قاعٍ وأيَّةُ هاويةٍ تلك التی أوقع فيها محمدُ بن زائد شعبَ الإمارات الجميلَ المسالمَ ودولتَه، التي كانت مثالاً يحتذىٰ في النقاءِ والطُهرِ والريادة؟

وأيُ موردٍ من موارد الهلاك ذاك الذی أورد فيه إبنُ زائد الإمارات لتفعلَ في أبناءِ العمومة وإخوةِ الدَّمِ والعقيدةِ مافعلته وما تفعله الآن خدمةً للماسونية وسيداوها والإبراهيمية دينها المُبتَدع والصهيونية ودولتها المزعومة و الممتدة من الفرات إلیٰ النيل؟ أيُّ مستنقعٍ ذلكم الذي أغرق فيه إبن زائد دولتَه التی هي الآن تل أبيب الإقتصادية والعسكرية وحتی الدينية بحائط مبكاها وصالات قمارها وجنسيتها المتاحة لبنی صهيون دون إبطاء؟

إنَّ الشعبَ السودانیَ المسلمَ الكيِّسَ الفطِنَ، الذي وقف مع جيشه ضد الإمارات و مشروعِها المفضوح، رأیٰ بأمِّ عينيه ما فعلتم وماتخططون لفعله ليس فی السودان، بل فی كل المحيط العربی والافريقی، ولأنَّه شعبٌ رائدٌ و معلمٌ ولمَّاحٌ، وقف مع قيادة دولته وجيشه بقوةٍ لهزيمةِ جنيفكم، ورباعيتكم، ومنظماتكم المرتشية الخائنة لشعوبها وإتفاقكم الإطاری،وخططكم النتنة المجرَّبة في جلب الخراب والدمار وإستغلال الموارد،لغير صالح الشعوب، والتي فعلتم بها الأفاعيلَ في سوريا وليبيا واليمن وغيرها.

نعم، أنتم الآن في إماراتِ الغدرِ والخيانةِ الأعلى عالميا من حيث رأسُ المال الذی تديرونه، والذی تجاوز التريلون ونصف التريلون دولار جُلّها من غسيل الأموال النتن لسارقي الاوطان وناهبی الشعوب المستضعفة وبينهم سودانيونَ نهبوا قروضاً ومِنَحاً من البنوك التجارية والمؤسسات المانحة إقليمياً ودولياً، نهبوها برُمَتِها وتركوها ديوناً على كاهلِ الشعب، و أودعوها عندكم، وكذلك ذهب السودان المنهوب علناً بطائرات نائب الرئيس ورئيس اللجنة الاقتصادية في عهد حكومة (الخبير) الموالي لكم ولمرتزقتكم المتمرد علي الجيش والدولة طمعاً في ابتلاع الوطن برمته، وبعضه حملته طائراتُ وليم روتو ويهودُه الكينيون من مناجمه مباشرة.. نعم، أنتم الآنَ الأكثر ثراءً والأكثر ظلمًا والأكثر تجنيًا، بل أنتم الآن إرمَ ذاتَ العماد العصرية، إرم التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد، وسينالكم من الله – وقريبًا جدًا – سوط العذاب من الله ذو المرصاد.

إنَّ العالمَ كلَه، يعلم الآن أنَّ الشعبَ السودانيَ وجيشَه يخوضون معركةً مباشرةً ضدكم وضد أسيادِكم وأذنابكم، وهذا أمرٌ لم يَعُدْ فی حاجةٍ، حتَّیٰ لكل الإدانات الصريحة من البرلمانات الغربيه والوسائط الأوربية، و لا يحتاج، حتَّیٰ لكل هذه الأدلة المادية، التي تجاوزت الألف ومازالت تترىٰ، وبعيداً عن إعتراف رجال دولتِكم بذلك، فإنَّ احدَ مستشاری الهالك حميدتی قال فی لقاءٍ تلفزيونی قبلَ ايام، إنَّ الدعمَ السريعَ يملكُ قاعدةً للإمداد والتطبيب بأم جرس التشادية، أقامتها الإمارات مع مطارٍ بكامل تجهيزاته، وبعلم وموافقة ورشوة السيد كاكا، الذي قضىٰ في فرنسا حيث ذهب إليها لحضور فعالية دولية، غادرها قبل جلستها الختامية، ليمكثَ في الإمارات التی صادفته في طريق العودة، ثمانية ايامٍ، عادَ بعدها ليُقيلَ وزيرَ الأمن، وهو في الطريق من المطار للمنزل. ويعلم الله وحده ماتمّ فی زيارته الطويلة هذه من تفاهمات ويعلم العالمُ كلُه ان محورها الأساسي هو حرب السودان .

إنَّ هذه الحرب – التي فرضموها علينا ظلماً وجوراً – هي الآن فی نهاياتها، وماهی إلا أيام ويقول الشعبُ السودانيُ كلُه، جهراً وسراً: (الحمد لله الذي أذهب عنَّا الأذیٰ وعافنا) بعد ان (عَرَّدَ) وهلك جنجويدُكم ومرتزقتُكم،وخبثكم وخباٸثكم ولم يتركوا خلفهم إلا بقيةً من متاع نتن ومتعاونين كبار وصغار و(شفشافة) مأفونين مرصودين ومعلومين للأجهزة الامنية.

ونلتقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!