أعمدة الرأي

عمر محمد عثمان.. يكتب .. الذكاء الاصطناعي في الشرطة السودانية فرص وتحديات

الذكاء الاصطناعي (AI) هو فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعلم واتخاذ القرارات. يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة تشمل الصحة والأمن والتعليم، ويعتبر عنصرًا أساسيًا في مكافحة الجريمة. وقد أصبح الذكاء الإصطناعي موجوداً وموثراً في كثير من مناحي الحياة بل حتى في هذه الحرب الوجودية التى يخوضها السودان كان ولا يزال الذكاء الاصطناعي حاضرًا، خاصة فيما يتعلق بقائد مليشيا الدعم السريع المتمردة، سواء كان حيًا أو ميتًا. من المؤكد أنه تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من الفيديوهات التي نُشرت عنه.

 

استخدامات الذكاء الاصطناعي في الجريمة ومكافحتها:

 

يسهم الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم مثل الهجمات الإلكترونية والتزييف العميق، حيث يُستخدم لاختراق الأنظمة الأمنية وإنتاج مقاطع مزيفة. بالمقابل، يُستخدم أيضًا في التنبؤ بالجريمة وتحليل الأدلة الجنائية، مثل التعرف على الوجه وتحليل البيانات.

 

التشريعات السودانية:

 

التشريعات الحالية، مثل قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لعام 2018، ليست كافية لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي. هناك حاجة ملحة لتحديث القوانين لحماية الأفراد ومكافحة الجرائم المستحدثة.

 

الشرطة السودانية ومواجهة التكنولوجيا:

 

رغم التقدم النسبي في التصدي للجرائم الإلكترونية، تواجه الشرطة السودانية صعوبات بسبب محدودية البنية التحتية والتدريب. لتحقيق فعالية أكبر، هناك حاجة للاستثمار في التكنولوجيا والتدريب، وتطوير التعاون الدولي.

 

مقترح تطوير دائرة مكافحة جرائم المعلوماتية:

 

الهيكل التنظيمي:

 

1. مدير المكتب: يقود جميع الأنشطة ويضع الاستراتيجيات.

2. وحدة تطوير الأنظمة: تضم مطوري البرمجيات ومهندسي البيانات.

3. وحدة التحليل والتطبيق: تقوم بتحليل نتائج أنظمة الذكاء الاصطناعي.

4. وحدة الأمن السيبراني: تحمي الأنظمة من الهجمات.

5. وحدة التدريب والتطوير: تدرب العاملين على استخدام التقنيات الجديدة.

6. وحدة البحث والتطوير: تطبق أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي.

7. وحدة التواصل والتعاون: تبني علاقات مع المؤسسات المختلفة.

 

التقديرات المالية:

 

تُقدّر التكلفة بين 100,000 إلى 300,000 دولار، مع إمكانية زيادة أو نقصان حسب نطاق التقنيات. تشمل هذه التقديرات البنية التحتية، المعدات، التدريب، والصيانة.

 

الختام:

 

يمثل الذكاء الاصطناعي تحديًا وفرصة للشرطة السودانية. مع الاستثمار في البنية التحتية والتدريب، يمكن تعزيز القدرة على مواجهة التحديات الأمنية. وقد يتساءل البعض هل هذا هو الوقت المناسب لطرح مثل هذه الموضوعات؟ ونقول: “لا يوجد وقت مثالي للقيام بأي شيء” (There is no perfect time to do anything). لذا، فإن المبادرة بفتح النقاش حول هذه القضايا، مهما كانت الظروف، تُعد خطوة ضرورية تساهم في تعزيز الوعي. نحن ندرك أن قيادة وزارة الداخلية والشرطة لديها أولويات استراتيجية محددة تعمل بناءً عليها،فرضتها ظروف الحرب. وعندما نقدم اقتراحًا، لا يعني ذلك بالضرورة وجوب تنفيذه، بل نهدف إلى لفت الانتباه إلى ما نراه ذا أهمية. من خلال هذه المقالات، نصل برسالتنا إلى المسؤولين ليأخذوا تلك الأمور بعين الاعتبار.

 

٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤م

زر الذهاب إلى الأعلى