أعمدة الرأي

عبد الحفيظ حامد .. يكتب .. مليشيا الماهرية في مواجهة الشعب السوداني

 

استمات قادة الجنجويد ومعهم الجناح السياسي تقزم في بداية الحرب في إظهار المليشيا المتمردة بأنها قوات مكونة من كل أبناء الشعب السوداني وكانوا يستدلون ببعض الدمى المستخدمة من قبل المليشيا لتبييض وجهها العنصري البغيض. وراعي الضأن في الخلا يعلم تمام العلم أن هذه المليشيا قبلية بامتياز تسيطر عليها قبيلة بعينها بل خشم بيت في قبيلة.. ومن المفارقات الغريبة في هذه الحرب أن مليشيا بهذا التوصيف تتحدث عن عدم قومية القوات المسلحة وتجد من يصدق كلامها.. رمتني بدائها وانسلت. ضغط المعارك والميدان جعل المليشيا تمشي عارية أمام الجميع مليشيا قبيلة بل خشم بيت تحارب أهل السودان ظهر ذلك في حديث أحد قادتهم الميدانيين بالأمس عن أنهم عطاوة وجنيد وعلى بعض اللصوص والهمباتة من القبائل الأخرى الذين انضموا إليهم أن يواصلوا معهم إن أرادوا أو يغادروا .. لقد كان المليشي واضحا وضوح الشمس مثل دبر العنز كما قال المجرم حميدتي.

لقد أجرمت المليشيا في حق كل أهل السودان من دار أندوكا غربا مرورا بكردفان والنيل الأبيض والخرطوم والجزيرة وسنار السوكي والدندر حتى تخوم القضارف وأخيرا قرى شرق الجزيرة والبطانة كل هذه الجرائم بفرية محاربة الفلول وجلب الديمقراطية واستبدال الجيش(القبلي) بمليشيتهم (القومية) الناس متخيلة معاي قوة العين والبجاحة والأكاذيب دي.

لقد أفقدت ضربة كيكل المليشيا صوابها وجعلتها تظهر بوجهها القبلي الكليح الذي كان فيه كيكل آخر المساحيق منتهية الصلاحية لتجميل هذا الكيان (الماهري)

لقد جاست المليشيا بعد انضمام كيكل وتسليمه للجيش خلال ديار شرق الجزيرة تنكيلا وقتلا واعتقالا وتعذيبا للمواطنين وقامت بتصفية مجموعة من أبناء هذه المناطق ممن كان في صفوفها.

 

لم ينج حتى من أخذتهم الشكوك تجاهه في ظل لوثة التخوين التي سرت في صفوفها والجميع شاهد كلب صيدها النقيب الخائن سفيان وهو معتقل ومهان وأحاديث عن تصفيته.. ليعلم كل خائن ينتمي للمليشيا من القبائل الأخرى بغرض الشفشة أو المال أنه مكان شك دائم لأنه باختصار ليس رزيقيا ماهريا.

َلعل مايحدث لبعض الخونة ممن انضم للمليشيا مصير يناسب خيانتهم لأهلهم ووطنهم فكان مصيرهم أن يقتلوا بعد أن يذلوا ويتم تصوريهم وهم يجبرون على الأكل قبل قتلهم بلحظات كمان حدث مع الخائن النقيب سفيان.

لقد تواترت الأخبار أن المليشيا قامت بتصفية عناصر تتبع لتقدم كانوا يقاتلون في صفوفها بسبب الشكوك و الظنون التي سرت في أوصال المليشيا بعد ضربة كيكل فأصبحت الثقة محلها القبيلة فقط.. فلقي الخونة مصيرهم وعقابهم على أيدي المليشيا التي ساعدوها وساندوها ومدوها بالمعلومات لغزو مناطقهم وقدموا لها قوائم بأسماء الضباط وأهل الأموال والسياسيين وقامت المليشيا بتصفيتهم ولأن الله هو العدل المطلق الآن يشربون من نفس الكأس.. ولعل هذا أكبر درس من دروس هذه الحرب وهو أنه لن ينجو من خان الوطن أو من ساعد هذا التمرد الذي ولغ في دماء المواطنيين وأعراضهم ولو بكلمة واحدة و القصاص لا محالة قادم .

 

بعد أن جاست المليشيا خلال الوطن تنكيلا وتقتيلا وسرقة وشفشفة وإرهابا وتعذيبا وغزوا للقرى والمدن.. أصبح أمر المقاومة الشعبية الشاملة أكثر إلحاحا.. انتفاضة شعبية شاملة في وجه هؤلاء الأوغاد واستئصالهم من أرض الوطن الطاهرة ولقد بدأ الطوفان.

زر الذهاب إلى الأعلى