أعمدة الرأي

ذخيرة حية ،، محفوظ عابدين .. يكتب .. حفر الإبرة ..يظهر الخبرة

 

عندما قال القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان انهم يعملون بسياسة (حفرة الإبرة) في مواجهة العدوان وتمرد الدعم السريع، قابل كثيرون من أهل السودان المتشوقين والمتلهفين للعودة السريعة الى ديارهم ومنازلهم ،قابلوا حديث الفريق البرهان بمزيد من الامتعاض أو عدم الارتياح لانهم يعرفون ان (الحفر بالابرة) يأخذ زمنا طويلا، ولايعطي النتيجة المطلوبة في الوقت المطلوب من وجهة نظر هؤلاء، وهؤلاء مثل مشجعي كرة القدم يستجعلون النصر ويضغطون على المدرب والجهاز الفني واللاعبين ، والطبيعة البشرية تستعجل النصر ،(ويقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله )،و الذين آمنوا معه (صحابة) عديل،فما بالنا نحن.

والذين كانوا يستبطؤن سياسة( الحفر بالإبرة) وهم لايدركون حجم المؤامرة على السودان ولا على القوات المسلحة ولا أبعادها الدولية والإقليمية ويتكلمون من واقع أمنيات أو احلام ويعتمدون على معلومات السوشيال ميديا.

ولكن القوات المسلحة تدرك أبعاد المؤامرة وحجم المخطط ولاتندفع من غير هدى ولا كتاب منير ،هي تتعامل مع كل خطط العدو (أ) و(ب) و (ج) بفهم متقدم وتتحسب لكل مخططات العدو ومفاجآته .

ولهذا كانت سياسة (الحفر بالإبرة) مهمة جدا في تلك المرحلة ،وبدا الناس يتفهون ويرحبون بذلك المنهج (الحفر بالإبرة) عندما يظهر لهم جزء يسير من حجم التأمر على البلاد والقوات المسلحة ،وأدت سياسة (الحفر بالإبرة) نتائج ملموسة في أرض المعركة وفي ميدان القتال ،مما زاد من قناعة الناس الذين كان يستعجلون النصر ويرون بطء انتصار القوات المسلحة هو من ذات البطء الناتج من انتهاج سياسة( الحفر بالإبرة).

وقابلت القوات المسلحة الحملات الاعلامية المكثفة على القوات المسلحة وهي تطالب القائد العام (بفك اللجام) ،وفك اللجام يعني عند هؤلاء هو( الاندفاع) نحو مواقع العدو دون رؤية استراتيجية عسكرية وهي تعني الموت الجماعي للقوات المسلحة ، ولكن القوات المسلحة حافظت على مناطقها العسكرية في القيادة العامة. والمدرعات والمهندسين والاشارة وحطاب وفي منطقة أمدرمان العسكرية كلها بما فيها كرري والكلية الحربية وغيرها

وكان هذا هو مربط الفرس ومن تلك المناطق كان( الحفر بالإبرة) واحد من نتائجه الحفاظ على القوة البشرية واللوجستية للقوات المسلحة التي كانت تدرك أبعاد المؤامرة على السودان دوليا وإقليميا .وتتحسب لكل التطورات والمفاجآت وهي تواجه عدوان من (17)دولة تشارك في هذه المرامرة التي كانت تريد إبتلاع البلاد لصالح تلك القوى الاقليمية والدولية التي دعمت التمرد لوجستيا وادارت المعركة من وراء جدر ومن وراء بحار.

ولكن القوات المسلحة إدارات المعركة بسياسة النفس الطويل رغم تلهف الشعب لإنتصار سريع وحاسم.

وهاهي سياسة (الحفر بالإبرة) تظهر نتائج باهرة اذهلت العالم واكسبت القوات المسلحة مزيدا من التقدير من الخبراء والاكاديميات المتخصصة في العلوم العسكرية.

وهذا التقدير هو قلادة شرف على جيد القوات المسلحة التي برهنت للعالم تفوقها على تلك المؤامرة والتي تقودها اكثر من( 17) دولة مختلفة الأمكانيات ومتعددة الموارد والنفوذ وتلك الدول منها من يمشي على بطنه ومنهم يمشي على أربع ومنها من يمشي على قدمين.

وفي النهاية فإن سياسة (الحفر بالإبرة) قد اظهرت (الخبرة)، وهذا هو المطلوب.

ل صحيفة الشيماء

الصادرة الثلاثاء 22 اكتوبر 2024م

لسان حال الفرقة الثالثة مشاة شندي

زر الذهاب إلى الأعلى