أعمدة الرأي

قاسم فرحنا .. يكتب .. هل ستكتفي مليشيا ال دقلو بدار فور؟

 

حينما ارتفع سفف الطموحات عند قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو اختار الرجل الطريق الاصعب لتحقيقها فأقحم البلاد في محرقة شاملة قضت على الاخضر واليابس واحالت السودان الى ارض (محروقة) فأطماع حميدتي بقيام دولته في السودان جعلته ينقاد لمحاور الصراع بشان السودان فخاضت معه الامارات العربية المتحدة حربا بالوكالة لصالح محورها المهتم بالدولة السودانية لجعلها بوابة لافريقيا في صراع محتدم في منطقة الاحمر الهامة التي تشهد اهتماما متعاظم من المعسكر المعادي لامريكا واسرائيل.

وتعول المحاور على زعزعة الاستقرار في السودان وجعله (لقمة) سائغة للصراعات … وكانت حرب الرابع عشر من ابريل في العام 2023 نقطة بداية لتدمير السودان وهذا ما كان يسعى له الداعمون لحميدتي خارجيا وهو ما حدث بالفعل حيث احترقت الخرطوم بمن فيها ونهبت مصارفها ودمرت بنياتها التحتية وهجر مواطنيها …

وكلنا شاهدنا التدمير الممنهج للبنيات التحتية في السودان..

وحميدتي كان يطمح بأن يكون رجل السودان الاول ومؤسس دولة العطاوة فيه ولتحقيق حلمه استعان بعربان (الشتات) من دول الجوار فهاجم الجيش السوداني في اماكن تواجده واستطاع الدعم السيطرة على مواقع هامة كان يتواجد فيها قبل بداية الحرب…

وتعامل الجيش مع التمرد بتكتيك عال وباستراتيجية محكمة جعلت الدعم السريع ينتشر بسرعة جنونية في دار فور وكردفان والجزيرة وسنار… وعلى الرغم من الانتشار إلا أن الجيش عبر سلاح الطيران أنهك الدعم السريع وانهى قوته الصلبة ليعتمد الاخير على المناصرين له من دول الجوار وحواضنه الشعبية في غرب السودان…

وبعد أن غير الجيش استراتيجيته في التعامل مع الحرب بدأت تتلاشى همينة الدعم السريع على بعض المواقع خاصة في الخرطوم ومدنها وتم قطع خطوط الامداد وحوصرت المواقع الهامة وصاحب ذلك تحرير كامل لولاية سنار وعدد من المواقع في الجزيرة…

هذه العمليات الكبيرة افرزت واقعا جديدا على المليشيا التي بدأت عناصرها في الانساحبات والعودة لدارفور في وقت خرج عن صفوفها اللواء ابوعاقلة كيكل وعصام فضيل بجانب انشقاقات كثيرة ضربت صفوفها…

وفي دار فور يحتدم القتال حول مدينة ألفاشر حاضرة الاقليم والمدينة الاستراتيجية الهامة التي يحاول الدعم السريع على اسقاطها لتعوضه عن فقدان الجزيرة والخرطوم وكردفان والذي بات امرا حتميا… الفاشر تعني الكثير للتمرد واسقاطها يمنحه القوة المطلوبة ويجسر الهوة بينه والداعمين له خاصة (الامارات) التي دفعت تكاليف باهظة لتحقيق اهدافها الخفية عبر الدعم السريع وجناحه السياسي (قحت) لذا يتواصل دعمها اللوجستي عبر تشاد وبعض الدول بغية اسقاط الفاشر ومن ثم التفكير في المفاوضات وربما تريد (الامارات) ومن يقف خلفها الاكتفاء بدارفور الغنية بمواردها الطبيعية ومن ثم الانقضاض مستقبلا على الدولة السودانية بالعمل على تفتيتها وتقسيمها لدويلات تدعمها ابو ظبي….

كل المعطيات تشير الى ان الدعم السريع استبدل خطته من السيطرة على السودان بالسيطرة على دارفور لتكون مكان حكم له حال توصله لاتفاق مع الجيش ربما خرج منه ببند يمنحه اللحكم الذاتي في الاقليم…

والفاشر مقبل الايام ستسهد معارك ضارية بين الجيش والمشتركة من جهة والمتمردين من جهة اخرى وربما فشلت كل محاولات اسقاطها كما ظل يحدث والمدينة تشهد اكثر من 150 هجوم للتمرد فشلت جميعها في كسر صمودها.. والمدينة تشكل حاضنة اجتماعية لمكونات القوات المشتركة بل هي حاضرتهم التاريخية والتفريط فيها يعني هلاكم بجاتب مذابح وابادة قد تحدث اسوة بما حدث في الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!