قاسم فرحنا يكتب حرب المسيرات… الحذر واجب

لجأت مليشيا الدعم السريع المتمردة لاستخدام الطائرات المسيرة كواحدة من ٱليات الحرب لبعثرة أوراق الاستقرار في الولايات الامنة عبر خلايا نائمة داخل الولايات المستهدف…. ورغم عدم وجود اضرار مادية وبشرية لهذه المسيرات إلا انها مزعجة وقد تنجح من خلالها المليشيا في بث حالة من الرعب بين مواطني تلك الولايات…
قبل ايام تعرض مطار عطبرة الدولي إلى استهداف متواصل من قبل طائرات مسيرة مجهولة المصدر ظلت تتعامل معها الدفاعات الارضية في مدينة عطبرة باحترافية كبيرة.. ولم يتعرض المطار لأزى ولكن ما حدث يضع أكثر من علامة إستفهام…
هل ولاية نهر النيل مخترقة لهذه الدرجة؟ واين الاجهزة الامنية واستخباراتها؟ ولماذا تتكرر العملية لأكثر من مرة وبذات السلاح وبذات الاسلوب؟ حرب المسيرات هذه حرب دعائية ترويجية ولكنها تمهيد لشيء قد يحدث …. وعلى أجهزة نهر النيل الامنية أن تكون يقظة ومستعدة للتعامل مع اي سيناريو محتمل… عطبرة شهدت توافد كبير وهذا التوافد يخلق بيئة جديدة قد تساعد على وجود خلل امني ولكن لابد من التحذير خاصة اصحاب العقارات والمنازل الذين يسعون لجمع الاموال دون النظر لخطورة الأمر… لابد مراجعة الدور والمنازل ومعرفة هوية الساكنين الجدد.. حتى لا تؤخذ المدينة على حين غرة…
حرب المسيرات بدأت وستتواصل وربما القصد منها الالهاء لفتح مسارات اخرى خاصة أن المليشيا المهزومة في سنار والجزيرة والخرطوم تبحث عما يعيد لها الامل في التموضع في مواقع جديدة تعوضها ما فقدته في ميادين القتال…
واليوم ايضا تعرض مطار مروي الدولي للاستهداف بالطائرات المسيرة التي تصدت لها دفاعات القوات المسلحة وأسقطتها أرضا دون أن تحدث اي خسائر مادية أو بشرية…واصدرت الفرقة (19) مشاة بمروي بيانا أكدت فيه أن دفاعات القوات المسلحة بمروي تصدت لطائرات مسيرة ودمرتها دون وقوع خسائر .. واضافت أن
قوات العدو قامت عند الواحدة من صباح اليوم بإستهداف مطار مروي بعدد ( ١٦ ) مسيره إنتحارية وتصدت لها المضادات الارضية
ومنظومات التشويش الإلكتروني بنجاح وتم إسقاطها جميعا دون خسائر في الارواح والمعدات .
واعلنت قيادة الفرقة بأنها جاهزة للتعامل مع كل الاحتمالات … واهابت بالمواطنين بعدم الالتفات للشائعات التي تهدف للنيل من المدينة وبعثرتها…. حادثة الاعتداء على مطار مروي لا تقل خطورة عما يحدث في كل السودان ولا بد من اليقظة … أمس مطار عطبرة واليوم مروي وربما غدا دنقلا وكسلا وبورتسودان السودان نفسها… المليشيا التي تعتمد على شراء الزمم لن تترك السودان في حاله… وخسائرها لميادين القتال يدفعها للانتقام بوسائل لذا لجأت لسلاح المسيرات هذه الوسيلة الجبانة تسعى من خلالها للتوغل في الولايات الامنة عن طريق الالهاء وخلق فجوات وثغرات عن طريق بث الرعب والخوف لدى الٱمنين…
القوات المسلحة قادرة على تأمين كل شبر من البلاد إلا أن المصيبة تكمن في وجود الطابور الخامس والمتعاونين والخلايا النائمة وعلينا كمواطنين أن نقوم بمرافبة التحركات المشبوهة والتبليغ الفوري عنها حماية للأمن والاستقرار.