زاوية خاصة` `نايلة علي محمد الخليفة` `مرتزقة vip`

المؤامرة التي يتعرض لها السودان ، هي مؤامرة وجودية في أن يكون السودان موجوداً في خارطة العالم ، كدولة ذات هُوية ، شعباً وارضاً ، أو لا يكون ، مع تطاول أيام الحرب ، كل يوم تتبدى لأهل السودان خيوط المؤامرة ، فما أن سقط خيط جر الآخر ، وكأن الله سبحانه وتعالى ، أراد أن يكشف النقاب عن هوية الفاعلين ، وينزع عن أجسادهم خرق المؤامرة ، التي يتدثرون بها قطعة بعد قطعة.
يوميات الحرب والمرويات التي يقصها المواطنيين ، ومخلفات المعارك الميدانية من أسرى وعتاد ، أثبتت بالدليل القاطع ، ضلوع عدد من الدول الإفريقية المتعطشة للمال ، بمرتزقتها في حرب السودان ، بصورة منظمة ومنسقة ، مع أعلى المستويات في هذه الدول ، وقبض الثمن نقداً نظير الدفع بالمرتزقة ، بالإضافة لمرتزقة من جنسيات أخرى ، إما كانو مقيمين في السودان في شكل جاليات ، أو أولئك الذين أغرتهم الشركات الأمنية ، للمشاركة في الحرب مقابل المال.
الكمين الذي نصبته المشتركة ، في الأسابيع الماضية لقافلة قادمة من الحدود اللبيبة ، إلى ارض السودان الملتهبة ، أماط اللثام عن مشاركة نوع آخر من المرتزقة ، عابري القارات في حرب السودان ، جاز للبعض أن يطلق عليهم تسمية مرتزقة vip ، فالأقدار جعلت من أرض السودان ، أن تكون مقبرة للمرتزقة من الأفارقة ، وعرب الشتات وبعض المغامرين من الدول العربية ، وفوق ذلك مرتزقة من سلالة أمريكا الجنوبية كولمبيين ، وآخرين من اوربا ، يجري في عروقهم الدم الفرنسي.
الأرقام التي كشفت عنها صحيفة لاسيلا فاسيا الكولمبية ، بشهادات موثقة لمرتزقة كولمبيين ، تم الزج بهم في اتون الحرب السودانية ، وحسب إفادات المحاربين الكولمبيين ، أنهم تعرضوا لخديعة كبرى من دولة الإمارات العربية المتحدة ، التي أبرمت معهم عقوداً لحراسة منشآت نفطية إماراتية ، إلا أنهم فوجئوا بوصولهم إلى السودان كمحاربين ، مع جماعة متمردة على الجيش السوداني عن طريق ليبيا ، هذه الشهادات وحدها كافية كدليل إدانة لدولة الإمارات ، التي ظلت تنفي ، باستمرار ضلوعها في الحرب السودانية.
الرئيس الكولمبي غوستافو بيترو ، تحدث عن أن الامارات خدعت مواطنيه بالعمل فى الخليج ، ودفعت بهم للسودان ، وقال بيترو عبر تغريدة على منصة إكس ، انه تفاجأ بمشاركة عدد من أبناء بلده في الحرب الدائرة في السودان ، مشيراً الى انهم تعرضوا لخدعة ، ووجه بيترو وزارة الخارجية بايجاد طرق لاعادة الكولمبيين ، الذين تسفك دمائهم في افريقيا بعد ان تم خداعهم.
وارفق الرئيس الكولمبي في التغريدة ، رابط لتقرير ورد في موقع استقصائي كولمبي ، يتحدث عن 300 كولمبي علي الأقل في ليبيا يطالبون بالعودة لبلادهم ، بعد ان مات رفاق لهم في السودان ، وقد تم وعدهم بوظائف تأمين مرافق نفط في الخليج ، ليجدو نفسهم في ليبيا استعدادا لنقلهم للسودان ، وتحدث التقرير عن ان الامارات هي من اتت بهم .
بهذه الشهادات والأدلة الجديدة ، على السودان أن يعزز شكواه ضد الإمارات ، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وكل المنظمات الإقليمية والدولية ، فالإمارات هي الفاعل الأول في دعم التمرد عسكرياً ، في السودان مالاً وعتاداً ، وهي الفاعل الأول في إحتواء عملاء السياسة السودانية ، الذين يغيرون جلودهم حسب المناخات السياسية ، بدءاً بقوى الحرية والتغيير “قحت” ، ولاحقاً بتنسيقية القوى المدنية “تقدم” ، وبوضع اليد على الفاعل الأول ، سيظهر المفعول لأجله والمفعول المطلق.
بدأت الإمارات تستشعر خطر توريط نفسها ، في حرب ليست كسابقاتها من الحروب ، التي خاضتها بالوكالة مع بلدان وجيوش وشعوب ، تختلف عن السودان ، أنفقت الإمارات مالها في تهيئة الميدان لمعركة خاطفة في السودان ، فأرتد عليها الأمر حسرة ، ودفعت بعتادها الذي أصبح غنيمة للجيش السوداني ، وفوق هذا وذاك ، فقدت عدداً مهولاً من ضباطها ، الذين تفرقت دمائهم على أرض السودان ، وهي لا تمتلك الشجاعة كدولة ، في أن تُخبر ذويهم بأنهم قتلوا في السودان ، فتكتفي بنعوش جنائزية رسمية ، ونعي خجول بأنهم إستشهدوا في مهمة رسمية ، للدفاع عن أمن الدولة.
قال مواطن من الطبقة الكادحة ، واظنه من نازحي ولاية الجزيرة ، حسب مجريات النقاش ، كان يستغل احد خطوط المواصلات ، أن السودان كالولي الصالح كلما دبروا له مكيدة خرج منها ، وأقسم هذا الرجل في نقاشه مع مجموعة الركاب ، أن الإمارات التي دفعت المال والعتاد ، للمتمردين لتشريدنا واستيطان أرضنا ، كما يفعل اليهود بفلسطين ، ستضيق بها الواسعة وتأتي إلينا صاغرة تطلب العفو…لنا عودة.