مقالات الرأي

قاسم فرحنا يكتب حرب السودان والنهايات السعيدة

 

عامين إلا قليلا هما عاما في الحرب في السودان.. هذه الحرب التي ارهقت جسد البلاد واحرقت أرضها… حرب دخلها (الجنجويد) على أمل أن تقودهم مباشرة للقصر الذي كان يقومون فيه بدور في الحراسة… (حارس) بوابة يطمع في سلطة مطلقة ينهى ويأمر ويتحكم في مصير 48 مليون مواطن… وكان فريق أول (خلا) محمد حمدان دقلو قد اعد عدته جيدا لاذاعة بيان انقلابة على سيادة الدولة في ذلك اليوم لأن الداعمين له اكدوا له سهولة الأمر وانه ما هي إلا سويعات ليجد نفسه رئيسا للسودان مدعوما من دويلة الشر (الامارات) العربية المتحدة التي وفرت له غطاء سياسي وحاضنة كانت ستعينه على السلطة وهي (قحت) او ما يسمى بأحزاب الشتات الممحوق…

اندلعت الحرب وتحولت حراسة الجنجويد لمؤسسات الدولة الى سيطرة لدرجة انهم اوهموا العالم بأنهم يسيطرون على 90 بالمائة من السودان وسرعان ما اختفى قائدهم (حميدتي) الذي تسرب خبر هلاكه في الايام الاولى للمعركة وربما اليوم الثالث بحسب ما رشح من اخبار……

استمرت الحرب وانتشر الجنجويد كانتشار النار في (الهشيم) وساعدتهم اموال الامارات وتسليحها في بسط يدهم في دارفور عدا شمالها الذي ظل عصيا وسيظل….

سقطت الجنينة بعد مذابح وابادة جماعيها لمساليتها فذبح (خميسها) ودفن مواطنيها احياء وسط صمت العالم وبمباركة (قحت) السجمانة والتعيسة وخائبة الرجاء…

ثم سقطت زالنجي ونيالا والضعين كحواضن للمليشيا وكانت الصدمة كبيرة حينما تم شراء الخونة في مدني الذين سلموا المدينة (العروس) للمرتزقة وبدم بارد…. وفي الاثناء صمدت الابيض عروس الرمال فدافعت عنها الهجانة دفاع الابطال وهم يكتبون باحرف من الشرف البازخ حياة امة وشعب كريم… انتصرت الهجانة وصمدت بابنوسة (القميرا) وتوهطت النهود حاضرة دار حمر قمم المجد متمردة على الانكسار وأينما كان الجيش كان الصمود…

وحينها كان الجنجا يندفعون لاحتلال المدن ليس لاحلال (الديمقراطية) وتفكيك دولة 56 ومحاربة الفلول كما يزعمون بل كان هدفهم (الشفشفة) وسرقة البيوت واغتصاب الحرائر.. اتوا بعربان الشتات ومرتزقة العالم ليفعلوا بالسودان مالم يفعله (التتار) في البلاد التي اجتاحوها…

صمدت قواتنا الباسلة وواجهت كل هذا الخطر بحنكة وتخطيط واستراتيجيات بعيدة الامد.. فكان التخطيط دقيقا ينبيء بنصر قادم لا محال … رويدا رويدا تحولت الاستراتيجية الدفاعية الى استراتيجيه هجومية كاسحة فإنهارت المليشيا في مدرمان (الاذاعة) ومصفاة الجيلي وفي جبل موية والدندر والسوكي و(سنجة) وقريبا جدا مدني وكردفان مع صمود في الفاشر والنهود وبابنوسة…

انها النهايات السعيدة سادتي… انتصار الجيش مسألة وقت ليس إلا كما ظل يردد البطل فريق أول ياسر العطا… هذا الرجل الذي تشكل تصريحاته جدار عزة وكرامة للشعب السوداني المنحاز لقواته المسلحة….

انتصارات كاسحة في كل (المحاور) واخرى في الطريق وانهيار متواصل لمليشيا ال دقلو اماراتية الهوي والتشوين… حيث يواجه التمرد موقفا عصيبا بعد أن هلكت قواه الصلبة وتمرد عليه بعض الجنجويد الذين سلموا ليسلموا وما تبقى له إلا الشفشافة والمجرمين الذين لا هدف لهم ..

انها النهايات السعيدة التي قد تؤدي الى هلاك المليشيا أو قبولها بالحد الادنى من اتفاق سلام يضمن لها العيش بلا كرامة في مكان قصي… نريده سلاما ينتصر لارادة شعب السودان ويرد اعتباره… سلام يهزم الامارات ويبعد عنا شرها… سلام يصون وحدة السودان وسلامة اراضيها…سلام يبعد عنا مرتزقة قحت ويعيد الديمقراطية المسروقة والمفترى عليها لمسارها الطبيعي … سلام يعضد من جسد دولة 56 دولة الكرامة والعزة… دولة الحرية والسلام والعدالة… نريد سلاما يؤسس لدولة القانون والتداول السلمي للسلطة ودولة المؤسسات ولا سلم الله الامارات…

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!