الدكتورمجاهدالشيخ الفادني يكتب الاعلام وتشكيل الرأي العام أثناء الحروب2

تشدد العديد من الدراسات الإعلامية والسياسية على وجود دور لوسائل الإعلام في تكوين أو تشكيل الرأي العام وخاصة في الوقت الحاضر، الذي تستحوذ فيه وسائل الإعلام على الإنسان. وتركز بعض هذه الدراسات على الدور الذي يمكن أن تسهم به وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو اتجاه ما أثناءالحرب وكوارثها أو قضية معينة سواء بالسلب أو الإيجاب .
وهناك عدة طرق تستطيع وسائل الإعلام من خلالها التأثير في الرأي العام أثناء ألأزمات، هي:
أ. طريقة الإعلام الناقل:
والتي يمكن لوسائل الإعلام من خلالها أن تعمل بوصفها مجرد قنوات للنقل. حيث يحدد أفراد وجماعات النخب مجموعة التوجهات والمعتقدات التي يراد نشرها على الجماهير وتقوم وسائل الإعلام بتمريرها إليهم بدون تعديل أو تغيير. وقد يأخذ النقل اتجاهاً عكسياً عندما تقوم وسائل الإعلام بنشر أمور محل الاهتمام الشعبي وتمريرها إلى النخب ومن ثم يلعب الإعلام دور المرآة العاكسة.
(ب). طريقة الإعلام الراصد أو الواصف:
وتحاول وسائل الإعلام من خلالها متابعة وقائع الحدث وتطوراته المختلفة. ويمكن لها أن يستخدم آراء النخب أو الجماهير كمواد خام في هذا الوصف مع إمكانية الحرية في انتقاء أو التركيز على آراء ترى أهميتها للنشر.
(ج). طريقة إعلام الرأي:
التي تتخذ شكل التحليلات والتعليقات؛ وتقوم من خلالها وسائل الإعلام بخلق الصورة والتأكيد على رأي واتجاه معين.
ونظراً لعدم وجود فواصل حاسمة بين هذا الطرق؛ لأن جانباً كبيراً من التناول الإعلامي يأخذ بالطريقتين الأولى والثانية وقد يتضمن طرحه لها رأياً. فقد تداخل عملية النقل بمسائل الرأي. وكذلك فإن رصد ووصف الحدث ليس عملاً محايداً وقد يعبر عن رأي غير مباشر
لذلك يفترض بعض الباحثين أن وسائل الإعلام غالباً ما تعتمد على هذه الطرق الثلاث. وهنا يكمن تأثير الإعلام على الرأي العام بما يحمله من مواد و اتجاهات معينة تتأثر بدرجة أو بأخرى بالمناخ السياسي الذي توجد فيه.
لذالك اهتمت الالية الحربية أن تكون احد اذرعها القوية والمؤثرة الحرب النفسية من خلال ادارة الغرف الاعلامية التي ترسل رسائل اعلامية مدروسة وممرحلة تعمل علي كسب المعركة من خلال كسب الرأي العام لصالحها وتستثمر لتسجل مزيد من الضغط علي العدو بسلاح الحرب النفسية لاضعاف الروح المعنوية للمقاتلين ومناصريهم