أعمدة الرأي

اوراق نازك الشوش تكتب “السعادة ما قروش “

 

السعادة قرار فأبقى في الحاضر لتحسن إتخاذه.

قد يجد البعض ان الحديث عن السعادة يكون الأمرعنده اشبه بكلام اختصاصي التنمية البشرية ” مفعول او احساس مؤقت ”

لكن هنالك مقولة حكيمة تقول ” جهل الحديث عن بعض الأشياء لن ينفى وجودها ” فمهما شعرت تجاهها بسخافة التحدث عنها إلا أنها تبقى ذات اهمية شئت ام ابيت ، والحديث عن السعادة ليس مجرد كلمات تأسر اذن سامعها بل عوالم اخرى يلتقى فيها الإنسان مع قلبه وجه لوجه ليشعر إنه موجود فعلآ . ولأنها شعور عام يشعر ويشترك الناس به سمعت الكثير الكثير من الكلمات عنها من مختلف الشخصيات تختلف في طباعها وإتجاهاتها ولكن !يبقى لكل منا كلماته الخاصة ليوصف معناها قد يراها البعض مرتبطة (بالقروش) والبعض الآخر يرها مرتبطة بالانجاز..الخ فالكل يراها بعينه على حسب الأسباب التى كانت سبباً للحصول عليها او ربما الظروف التى كانت عائق مع ان الظروف لا ولن تكون سبباً يعيقها فكل ما بالامر انهم متناسيين ان مثل هذه الظروف تعتمد على إسترايجية الصبر والرضا اكثر من سرعة الركض .

قد زعموا البعض إنها “شعور مؤقت ” ،لا ادري حقيقةً على أي مقياس زعموا هذا القول !! ولكن انا لست هنا لأبرر موقِف من خانتهم مساحتهم من التعبير ولكن كل ما يمكنني قوله ان هذا شئ ليس بصحيح فالأصح ان نقول “شعور دائم إذا صحبها الرضا ،رضا المرء عن كل ما يدور بداخله وبالأقدار خيرها وشرها بطريقة تطمئن لها النفس ويخشع لها القلب بالرضا ” فالأمر لا يتطلب مجهود بقدر ما يتطلب التصالح مع جميع مجريات الحياة بالإضافة لقدر كبير من الحكمة .

الغريب في الأمر أن أعظم التجارب والقصص التى شملت السعادة كمضمون لها اصحابها لم يندموا على عدم إمتلاك سيارة او منزل فخم او مال ،وإنما اتفقو جميعاً على ان الشعور بالسعادة يكمن فى الحياة البسيطة المليئة بالخير ، بوجود من نسعد بقربهم ،فيُسلب هذا الاحساس ويستبدل بإحساس معاكس له تمام عندما نعقّدها بالمال كمن يقولون( الما عندو قروش اصلو ما سعيد )ونأخذها على محمل الجد حد العناء ،ونضع قواعد للنجاح، ومعاييراً للجمال ،ومقاييساً للفرح حتى حسبنا السعادة غاية بعيدة وصعبة وبتنا نلهث وراءها دون توقف حتى لإلتقاط الأنفاس فاوشكنا بأن نجهل انها الشعور الأقرب إلينا ،بل نابع من دواخلنا وقرارها بأيدينا وليست هِبة او منحة نستجدها من غيرنا بغير قوة منا ثم نضع رؤوسنا على الوسادة وننتظر اللحظة المثالية- والتي لن تأتي ابداً قبل الشروع في إنك ذو قيمة حقيقية في هذا العالم وفي ختام الحديث عليّ ان اقول ان السعادة الحقّة في المحاولة وليست في محطة الوصول .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!