مقالات الرأي

فنجان الصباح أحمدع الوهاب بدر للطيران.. تبا للمستحيل!!!

 

ماعجزت عنه دول بحالها، وما أخفقت فيه تحالفات وشركات ذات صدى وصيت وإمكانيات وميزانيات، وعمر طويل.. في دهر مسالم وزمان مواتي.. تمضي فيه موفقة( بدر للطيران) وبإصرار كبير ، وعناد شديد وحرص على تحقيق بنك أهداف وسيمة، والتحليق فوق المستحيل بجناحي التميز والجودة..

شطبت (بدر) في بطولة نادرة تستحق التوثيق وصمود عذب يستحق التصفيق كل ما حشده القاموس السوداني من مفردات الفشل والكسل وما حفظه صندوق لغة العوام من معاني العجز والاحباط..

فمن وسط الركام والحطام والآلام ومن خضم أكبر محنة تلم بدولة وأخطر إمتحان يمر على صرح سوداني وناقل وطني تنتفض( بدر للطيران) مثل ذلك الطائر الأسطوري من بين الرماد والسواد وثوب الحداد لتغرد في بساتين المستقبل أنشودة النصر واهازبج النجاح.

إمتص الناقل الوطني الصدمة الهائلة والخسارة الفادحة التي وصفها أبو تمام قبل ألف عام بقوله:

(فالثقل ليس مضاعفا لمطية

إلا أن تكون وهما بازلا..) !!!

فالحمولة لا تضاعف في القافلة إلا للبعير الضخم الأصيل..

وفي قافلة شركات الطيران والنقل الجوي لم تمتحن شركة أو ناقل جوي بمثل الامتحان الصعب العسبر والخسارة المروعة والقاسية كالتي تعرضت لها (بدر للطيران) .. امتحان كان له أن يشطبها من الخارطة ويمحوها من الذاكرة ويجعل من فكرة إقلاعها أو تحليقها من رابع المستحيلات..

ولكن كان من ضمن شعارات الشركة غير المكتوبة عنوان من كلمتين يقول:

( تبا للمستحيل.. ).. ولأن كل ما لا يقتلني يقويني فقد كان كل ذلك السيناريو المروع أكبر حافز للشركة للمضي قدما للأمام فوق كل الأشواك والعقبات والآلام . ومن خلفها قائدها وربانها المهندس أحمد عثمان ابوشعيرة (أبو مهند) الذي لم يسمع يوما بمفردة التراجع والاستسلام، وظل بصبر الفرسان ويقين أهل الايمان محتفظا بابتسامته محافظا على هدوئه ووقاره مع هاتف مفتوح ووجه مطروح.. وكان كل من يراه أو يتصل به يظن كل الظن أن الرجل في إحدى منصات التتويج الجديدة لمنح ( بدر للطيران) شهادات آيزو أخرى أو في حفل للحصول على أذونات هبوط مستدامة في مطار هيثرو أو شارل ديجول..

الآن تتعافى بدر كأنما تنشط من عقال.. وتعود سيرتها الأولى طامحة وجامحة ورابحة وتحتل مقعدها في الدرجة الأولى الممتازة كناقل وطني أول دون منازع.

واليوم عندما تعلن الشركة عن افتتاح وحدتها الخاصة بتموين الطائرات والأولى من نوعها بمطار بورتسودان الدولي والتي تلتزم فيها – كالعهد بها- بأعلى المعايير في خدمات تموين الطائرات وبأحدث المعدات وأمهر طواقم من الطهاة وأهل الخبرة و الاختصاص في معايير الجودة.. عندما تعلن بدر عن ذلك فإنها توفي نذرا قطعته على نفسها وتحقق عهدا للسودان وأهله بأن تكون الأولى بدون مساومة ولا تنازل عن السلامة والانضباط والتميز والجودة.. مثلما كانت هي الأولى في مجال المسؤولية المجتمعية بشراكتها مع إنسان السودان ومع كل راكب وزبون من أي جنس و لون ..

ان (بدر للطيران) إذ تفخر بانتمائها للسودان الأسمر الجميل، الطويل القامة ، العالي الهامة.. تتعهد بأن تحلق في سمائه وفوق أرضه خافضة جناح الذل من الرحمة.

إن التميز ليس سلعة رخيصة تشترى من محلات التيك اوي والوجبات السريعة ولكنه المسارعة للخيرات و إحسان الخدمات الإسراع إلى حيث يطيب البذل والعطاء، ويزهر الإخلاص و الإتقان، وتثمر حلوة وحلالا ثمار الجودة..

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!