أعمدة الرأي

مسارات محفوظ عابدين  يكتب الفرقة الثالثة بشندي تفرق (دمها) بين الولايات.

 

والفرقة الثالثة مشاة بشندي كانت هي عنوان (التحدي)في معركة الكرامة التي لاتزال رحاها تدور، والفرقة الثالثة هي من شارك بقوة في معركة مروي وساهت في اخراج قوات مليشيا الدعم السريع من مطار مروي وهي ذات الفرقة التي كانت حاضرة في معارك ولاية الخرطوم خاصة في أمدرمان.

وهي الفرقة التي كانت لها سهم في إستقلال السودان عندما وافقت بالمشاركة في حرب (الطليان)في القرن الافريقي قبل منتصف القرن الماضي وكان هذا هو شرط من شروط دول الحلفاء في صراعهم مع دول المحور.

والفرقة الثالثة قدمت عملا كبيرا ومميزا في معركة الكرامة كان محل تقدير من القيادة العليا فقد أمنت الفرقة الثالثة كل حدود المسؤولية ومنعت العدو من الوصول الى ولايات نهر النيل والشمالية والقضارف وكسلا والبحر الاحمر وكلها ولايات تحد نهر النيل، كانت سدا منيعا بفضل ضباطها العظام الذين تحملوا عبئا كبيرا وعظيما خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ البلاد. بقيادة اللواء ركن حمدان عبد القادر داوؤد وقائد ثاني اللواء ركن عمر السر ورؤساء الشعب العقيد جبريل عوض مضوي في شعبة العمليات والعقيد مصطفي تاج السر في الاستخبارات والعقيد انور بله في التدريب و العقيدحافظ فتح الرحمن في التوجيه والذي خلفه في الموقع الرائد الدكتور هشام الشيخ العوض.

ظل هؤلاء القادة في حالة من الرباط المستمر لا يفصله ليل والنهار ولا شراب وطعام (يستلفون) من وقتهم (دقائق) محدودة للضرورة في التعامل الاجتماعي لذوي القربى من الدرجة الأولى لاداء واجب عزاء او مباركة عقد زواج أو زيارة مريض.

كان هكذا حالهم طوال فترة الحرب الى ان انجلى الامر بالانتصارات الكبيرة والمتتالية للقوات المسلحة في كل المحاور وكان ابرزها محور مصفاة الجيلي وشمال وجنوب بحري الأمر الذي جعل قادة شندي يتنفسون الصعداء قليلا بعد عشرين شهرا من الضغط عليهم.

وبعد هذا الاداء الكبير لقيادة الفرقة الثالثة توقع الجميع ان تدخل في(استراحة محارب) ولكن قيادة الفرقة الثالثة وجدت نفسها موزعة وقد تفرق (دمها) بين ولايات السودان في مهام جديد لاتقل شأنا عن سابقتها بعد ان نالوا الدرجة الكاملة في امتحان معركة الكرامة من داخل الفرقة الثالثة.

فقد تم نقل قائد الفرقة الثالثة مشاة شندي اللواء ركن حمدان عبد القادر داوؤد قائدا للشرطة العسكرية في أمدرمان وذهب قائد ثاني الفرقة الثالثة مشاة بشندي اللواء ركن عمر السر الى النيل الأبيض وبلغة اهل الرياضة إنتقل من (نمور دار جعل) الى( تماسيح بحر أبيض).

وذهب العقيد جبريل عوض مضوي شاهرا سيفه الى درع البطانه في جنوب القضارف وشرق الجزيرة وشوهد عبر مقاطع الفيديو في جسر سوبا بولاية الخرطوم، وذهب العقيد مصطفي تاج السر الى القيادة العامة في مهمة تتعلق بالتخصص في العمل العسكري.وسبقه الى هناك العقيد حافظ فتح الرحمن في مهمة محدودة

وهكذا هي الفرقة الثالثة من عطاء الى عطاء. وهي اليوم تحت قيادة جديدة بنهج مختلف غير الذي كان سائدا وبلغة اهل الرياضة ايضا فلكل قائد طريقته في العمل مثل مدربي كرة القدم

ويدخل اللواء ركن شمس الدين موسى عبدالله الى قيادة الفرقة الثالثة بتحرير مصفاة الجيلي وانفتاح كبير لقواته في عدد من المحاور، ليقول اهل المنطقة (الخير على قدوم الواردين).

وتدخل قيادة الفرقة الثالثة بشندي الجديدة بقيادة اللواء ركن شمس الدين موسى عبدالله بفهم جديد وخطة مستحدثة مستصحبة تجربة الحرب وما قبلها ليكون عملها مبني علي اسس ومفاهيم تحقق الغايات الكبرى في تحقيق الامن والاستقرار والحفاظ علي الهوية والسيادة الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!