قطاع الثقافة بالنيل الأبيض يحتفل باليوم العالمي للمسرح تحت شعار (المسرح محبة وسلام) 

كوستي :- خليل فتحي خليل

في تظاهرة ثقافية تعكس صمود المسرح في وجه الأزمات، احتفى المسرحيين في مدينة كوستي باليوم العالمي للمسرح، حيث نظم قطاع الثقافة والإعلام بالتعاون مع اتحاد الدراميين بولاية النيل الأبيض احتفالًا بمسرح كوستي القومي، بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالمسرح والفنون.

في كلمته خلال الاحتفال، حيا الأستاذ هشام الشيخ، المدير التنفيذي لمحلية كوستي، المسرحيين من داخل وخارج الولاية، مؤكدًا أن المسرح هو مرآة تعكس حضارة الشعوب وثقافتها. كما أشاد بدور المسرحيين في تقديم أعمال تجسد قضايا الوطن رغم تحديات الحرب، داعيًا إلى التفكير فيما بعد النزاع، معربًا عن استعداد المحلية لدعم تأهيل مسرح كوستي ليكون منبرًا ثقافيًا للمجتمع.

من جانبه، شدد الأستاذ حيدر عبد الرحيم، مدير قطاع الثقافة والإعلام، على أهمية المسرح في إيصال صوت الشعوب، داعيًا المسرحيين إلى توجيه رسائلهم نحو الوحدة والتكاتف، فيما وصف الدكتور عبد الله صالح، مدير مركز دراسات المستقبل للتدريب والتنمية البشرية، المسرح بأنه “عقل ووجدان الأمة”، مشيدًا بدور المسرحيين في إيصال رسائل وطنية قوية خلال هذه المرحلة الحرجة.

تخلل الاحتفال تقديم عملين مسرحيين يعكسان الواقع الحالي الذي تمر به البلاد، حيث جسدت العروض المأساة الإنسانية التي يعيشها المواطنون في ظل الحرب، من نزوح وفقدان وتشريد. وقد لاقت العروض تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، الذي رأى في المسرح أداةً قوية لنقل المعاناة وإيصال الرسائل بعمق فني مؤثر.

وفي ختام الفعالية، تم تكريم عدد من الدراميين الذين أسهموا في تطوير المسرح السوداني وساهموا في نشر رسالته التوعوية والثقافية، وذلك تقديرًا لعطائهم المستمر رغم الظروف الصعبة. وقد عبّر المكرَّمون عن سعادتهم بهذا التقدير، مؤكدين التزامهم بمواصلة العمل المسرحي كوسيلة للتعبير والمقاومة وبث الأمل في المجتمع.

أثبت هذا الاحتفال أن المسرح السوداني لا يزال ينبض بالحياة رغم كل المحن، وأن صُنّاعه يواصلون رسالتهم في نشر الوعي والتكاتف الاجتماعي. ففي وقت تسود فيه الفوضى، يبقى المسرح منبرًا للحقيقة، ووسيلةً لمقاومة القبح الإنساني، وأداةً لنشر قيم المحبة والسلام في المجتمع.