أعمدة الرأي

من أعلى المنصة  ياسر الفادني  يكتب الخيل عَرْكَسَّن والدنيا طوب ونحاس …

 

عندما يضرب طبل العز، تهتز الأرض تحت أقدام الأبطال، ويتحول المدى إلى ساحة للفروسية والمجد، وحين تعركس الخيل في الميدان، يكون الوطن قد نهض، وكسر القيد، ورفع رايات العز في عنان السماء، هذه الكلمات ليست مجرد أبيات كتبها سيد أحمد الحردلو في أغنية ولحنها واداها الرائع سيف الجامعة ، بل هي صدى لصوت الأمة حينما تستيقظ على وقع النصر، وتستعيد مجدها المسلوب

 

“الخيل عركسن والدنيا طوب ونحاس” ليست جملة عابرة، بل لوحة مكتملة تعبر عن لحظة الإنتصار، حيث تمتزج الصورة والصوت والحركة في مشهد درامي ملحمي، الطوب والنحاس رمزان للزينة والانتصار، فالنحاس بريق المجد والطوب صلابة البناء ، هنا تمتد الأغنية كصرخة تزلزل جدران القهر، تعيد تشكيل الوجدان الجمعي للأمة، حيث يُصبح الحلم حقيقة، والصبر صهيلًا يملأ الآفاق

 

اللحن في هذه الأغنية لم يكن مجرد أنغام متناثرة، بل هو بناء موسيقي متماسك يعتمد على إيقاع قوي وحيوي يواكب الفكرة الحماسية للنص، وظف الملحن المقامات الموسيقية التي تحمل روح الفخر والتحدي، فجاءت الألحان متسارعة، مليئة بالحيوية، وكأنها تجسد حركة الخيل المسرجة، وهي تندفع نحو ساحة المعركة كما أن التداخل الذكي بين الإيقاعات التقليدية المستوحاة من تراث الطبول السودانية واللحن الحديث أعطى الأغنية بعدًا موسيقيًا خاصًا، يجعلها أقرب إلى الأناشيد القتالية التي ترفع الهمم وتبعث القوة في النفوس

 

صوت الفنان سيف الجامعة كان الأداة الأهم في نقل هذه الروح الجبارة، بصوته القوي العميق، إستطاع أن يمنح الكلمات بريقًا خاصًا، وجعل اللحن يفيض بالحياة ،تميز أداؤه بالقوة والوضوح، وكأنه فارس يقود المعركة بصوته قبل أن يقودها بسيفه، هذا الصوت ليس مجرد أداة غناء، بل هو سلاح في معركة الوجدان، حيث يمتزج بالحماس ليشكل نشيدًا حيًا يتردد في الأذهان حتى بعد انتهاء الأغنية

 

إني من منصتي استمع بتلذذ طني جياش مُحَلَّي بحلاوة الانتصار لهذه الأغنية التي هي بيان وطني يعلن أن السودان ليس أرضًا تُغتصب، بل وطن يقاتل ويستعيد كرامته هي رسالة لكل من ظن أن العتمة ستدوم، أن الصبح قادم، وأن النور الذي يحمل الأغاني سيبدد الظلام ، هي دعوة للصمود، للوحدة، للإيمان بأن السودان سيظل مرفوع الرأس، وأن طبل العز سيواصل ضرباته حتى تنتصر الحقيقة، وتكتمل الفرحة، ويرقص الوطن على أنغام العز والسموق ، إذن… (الظالم وقع يابنية داوي جراح ….. خلي الناس تنوم بعد الشقا وترتاح ) .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!