عميد شرطة علي محمد أحمد إدريس يكتب سياحة عبر اللوحات المرورية..

تعتبر اللوحة المرورية بالنسبة للمركبة بمثابة البطاقة التعريفية وجواز السفر الذي يتيح لها التجوال بين الدول، ويعتبر السودان من أوائل الدول التي تعاملت مع اللوحات المرورية بما يتسق وأهميتها الأمنية حيث أسس أول مصنع لإنتاج لوحات المرور في العام 1983م،، وقد جرى العرف في معظم دول العالم أن يتم تأمين اللوحات وتعزيز موثوقيتها بتطوير المنتج وإتباع سياسة الإستبدال من وقت لآخر بغرض ضبط السجلات والحد من التزوير والتهريب.
ظلت سلطات المرور السودانية ملتزمة بذات السياسات المتعارف عليها تجاه التعامل مع اللوحات المرورية،، حيث تمت عمليات إستبدال اللوحات في الأعوام 1983، 1996م ، 2009م إلى أن جاء الإستبدال الأخير في العام الماضي 2024م ، والذي بالإضافة لما ذكر من أهداف عامة للاستبدال، نجد أن إفرازات الحرب قد عجلت بعملية الاستبدال لتسهيل عمليات ضبط المركبات المنهوبة وتحقيق الضبط العام لنظام السير بما يقلل من مهددات بيئة ما بعد الحرب.
من أهم المميزات الملاحظة باللوحات الجديدة هي تغيير موقع الحروف والرقم المصاحب لها من أقصى يسار اللوحة إلى أقصى اليمين، كذلك انتقل موقع كلمة السودان بالعربي والإنجليزي من أعلى اللوحة إلى الأسفل، هذا بالطبع إضافة إلى التعزيزات التأمينية الأخرى غير المنظورة،، هنالك أيضاً تعديل في طبيعة الإستخدام والتخصيص حيث تم تغيير لون لوحات الملاكي من الأبيض إلى الرمادي واستبدل لون لوحات مركبات الخدمة العامة كالبصات السفرية وغيرها من الأخضر إلى الأسود والمركبات التجارية كالشاحنات ومافي حكمها من الأسود إلى الأخضر،،،
نعتقد أن ماتم من إجراءات تأمينية لنظام اللوحات المرورية سيسهم كثيرا في تعزيز الموثوقية في نظام المرور ويساعد في تسريع عمليات ضبط المركبات المنهوبة إضافة إلى ضبط السجلات ومجابهة كافة المهددات المتوقعة كإفرازات لثقافة وسلوكيات مابعد الحرب.. سيما وأن قرار فخامة السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بالرقم 108 بخصوص منع المركبات من السير دون لوحات مرورية قد جعل من مكافحة ظاهرة سير المركبات من دون لوحات هماً قومياً واجب على الكافة ( الدولة ، المؤسسات، المجتمع ) الأمر الذي سيعزز كثيرا من قدرات وسلطات الشرطة والإدارة العامة للمرور في عمليات الضبط المروري بما يحفظ الأمن والنظام العام ويحقق السلامة المرورية.
عميد شرطة
علي محمد أحمد إدريس