تقارير

نشأتُه، أملتها ضروراتٌ سياسية وأمنية في جبال النوبة،،

 

التجمع السياسي والمدني،، مناهضة شعبية لتحالف (الحلو – دقلو)..

 

نال ثقة البرهان، وانطلق للتعبير مدنياً عن قضايا جبال النوبة..

 

رفض قاطع لأي مغامرات تُحوِّل الجبال، إلى ساحة جديدة للاقتتال..

 

توافق على أن تحالف (الحلو – دقلو) لا يمثل إرادة إنسان المنطقة..

 

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

 

أعلن التجمع السياسي والمدني لجبال النوبة عن أولوياته المرحلية في الراهن الماثل والداعية إلى مناهضة توجهات وخطط الحركة الشعبية جناح المتمرد عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع الإرهابية ومحاولات نقل رقعة الحرب إلى مناطق جديدة في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، مما يستدعي بروز دور حيوي للتجمع ليكون صمام أمان يمنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من النزاع والعنف والصراع، واختار التجمع السياسي والمدني القائد دانيال كودي أنجلو، رئيساً للهيئة القيادية للتجمع، والمهندس محمد كرتكيلا صالح نائباً أولاً له، والأمير كافي طيار البدين نائباً ثانياً، فيما تم اختيار مبارك عبد الرحمن أردول رئيساً للهيئة الرئاسية للتجمع، والتوم حامد كوكو نائباً له.

مبررات ولادة التجمع:

ومنذ يناير من العام 2024م، بدأ مخاض التجمع السياسي والمدني لجبال النوبة، وانطلقت المشاورات لولادة الكيان المهم ليضطلع بدوره السياسي والاجتماعي الذي يفترض به أن يتماشى مع تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية التي تجابه السودان في ظل اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع، وتمثلت نقطة التحول المحورية للتجمع عند لقائه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وذلك في 23 مارس من العام 2025م، حيث ناقش اللقاء قضايا جوهرية تتعلق بأمن واستقرار منطقة جبال النوبة، وسبل حماية المواطنين من محاولات جر المنطقة إلى دائرة الصراع، خاصة في ظل تحالف الحركة الشعبية – جناح الحلو، مع ميليشيا الدعم السريع والذي يمثل تهديداً أمنياً مباشراً يزعزع الاستقرار النسبي الذي تشهده المنطقة، حيث أكد التجمع رفضه لأي محاولات لتحويل إقليم جبال النوبة إلى ساحة قتال جديدة، وطالب بدعم القيادة السياسية والعسكرية للمبادرات الشعبية التي تهدف لترسيخ السلام والاستقرار في جبال النوبة مع ضرورة إشراك أبناء الإقليم في صناعة القرار الوطني بما يحقق التوازن والعدالة، حيث أبدى رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان تفهمه الكامل لمطالب أهل جبال النوبة، وأكد التزام الدولة بحماية وحدة السودان وسلامة أراضيه، والعمل على عدم توسع رقعة الحرب إلى مناطق جديدة، مثمناً الدور الوطني الكبير الذي تلعبه الكيانات المدنية والسياسية في الحفاظ على الأمن المجتمعي والتصدي للمخططات التي تستهدف استقرار البلاد.

صوت قضية النوبة:

ويؤكد سكرتير شؤون الولايات بالتجمع السياسي والمدني لجبال النوبة حذيفة عبد الله عمر، أن تكوين التجمع أملته مبررات ضرورية متعلقة بالتطورات التي تشهدها البلاد بشكل عام، وجبال النوبة بصفة خاصة، وقال في إفادته للكرامة إن التجمع يمثل صوتاً مدنياً معنياً بالتعبير عن قضايا جبال النوبة في المحافل الوطنية والدولية، ومناهضة تهميشهم التأريخي، مؤكداً أن التجمع يعمل على حماية النسيج الاجتماعي والنهوض بالهوية الثقافية والوطنية لأبناء جبال النوبة بعيداً عن الاستقطاب السياسي أو العرقي، ورفض عسكرة المجتمع والتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة أو عبر تحالفات تهدد وحدة وسلامة المنطقة، ودعم مسارات السلام العادل والتنمية المستدامة، بمنأى عن العنف المسلح والولاءات الخارجية، وأكد حذيفة أن رسالة التجمع السياسي المدني لأبناء جبال النوبة، تؤمن بأن صوت المواطن أقوى من صوت البندقية، ملتزماً بالعمل على حشد الطاقات الشعبية والسياسية والاجتماعية للدفاع عن جبال النوبة الأرض، التأريخ، ومستقبل الأجيال.

تعقيدات ومطلوبات:

ويرى محللون أن التعقيدات الأمنية التي تواجه ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة في ظل التحالف ( المُقلق) بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع، تملي على مكونات المجتمع المحلي بفئاته المختلفة من الإدارات الأهلية، والشباب والنساء، والنخب الفكرية، والقوى السياسية والمدنية، ومنظمات المجتمع مدني، أن تلعب دوراً محورياً في التصدي لمثل هذه المخططات من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الانجرار خلف دعاوى التجييش والتحشيد، ورفض أي محاولات لتحويل المنطقة إلى ساحة صراع جديدة، وتوحيد الجبهة الداخلية للمكونات القبلية والاجتماعية كافة، والتركيز على وحدة المصير والتعايش السلمي بين أبناء المنطقة، ودعم المساعي السلمية والسياسية والعمل على إيصال صوت جبال النوبة كمنطقة تنشد السلام والعدالة، مع ضرورة التعاون مع الجهات الرسمية والمجتمع الدولي لتأمين المنطقة وفضح التحالفات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار، وتقديم المعلومات الموثوقة حول التحركات المشبوه، وتمكين المجتمع المحلي من آليات الدفاع المدني والمجتمعي بما يضمن حماية السكان من أي تداعيات أمنية محتملة، دون الانجرار إلى العنف المضاد.

خاتمة مهمة:

على كلٍّ فإن تحالف متمردي الحركة الشعبية، وميليشيا الدعم السريع الإرهابية، ومحاولة نقلهما الحرب إلى منطقة جبال النوبة، قد دفع التجمع السياسي والمدني إلى التحرك الفوري منطلقاً من قناعة راسخة أن التحالف المذكور، لا يمثل إرادة إنسان جبال النوبة، بل يسعى لفرض أجندات خارجية على المنطقة باستخدام السلاح وإعادة سيناريو العنف إلى الجبال، وتسخير أبناء النوبة المهمشين، ليكونوا وقوداً لحروب الآخرين، ولكن هيهات لأن “كوكو عرف”، وستبقى جبال النوبة لأهلها، ولن تكون مجدداً، ساحةً لتصفية حسابات سياسية أو عسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!