أعمدة الرأي

قاسم فرحنا يكتب الكوليرا تحصد ارواح السودانيين

 

شهدت عدة ولايات الايام الفائتة تفاغم الاصابة بداء الكوليرا الفتاك الذي حصد مئات الارواح في عدد من ولايات البلاد حيث تصدرت ولاية الخرطوم المشهد بإزدياد مخيف جعل مواطني الولاية يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من الاصابة بهذا الداء الذي بات يشكل صداعا للدولة لما يمكن ان يحدث في ظل توقعات صحية بأن تزداد الاصابات بهذا الوباء الكارثي حينها ستفشل ولاية الخرطوم الخارجة لتوها من الحرب في السيطرة على الاوضاع في ظل انعدام للادوية وضعفا للامكانات..

مع بزوغ فجر كل يوم يزداد الوضع سوءا وتتضاعف الازمة لدرجة أن بعض المستشفيات عجزت سد الفجوة لتضطر صحة ولاية الخرطوم لتخصيص مستشفى أم بدة لمعالجة حالات الكوليرا وهذه في حد ذاتها مشكلة ستفاقم من الاوضاع…. الاسهالات المائية التي اجتاحت ولاية الخرطوم هذه الايام ارجعتها سلطات الولاية لتلوث مياه الشرب الناجم عن انفطاع الكهرباء لاكثر من اسبوع …

ربما كان هذا السبب وجيها ومقبول ولكن الاخطر أن معظم انحاء الولاية شهدت معارك ضاربة بين الجيش والمتمردين وبالتالي من الطبيعي أن تكون هنالك جثث قد تحللت وهذه كارثة اخرى والخريف على الابواب …لابد من نظافة كل الخرطوم والولايات المتأثر بالحرب من الجثث الملقاة على الطرق وحتى المدقونة في فناء المنازل والميادين ولابد من التعقيم والرش الرزازي حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه….

الكوليرا هذا المرض اللعين هو مرض من امراض القرون الوسطى وكل البلدان المتحضرة التي تهتم بأنظمتها الصحية لا تعرف مثل هذه الامراض المتخلفة… وربما لا يوجد الا في منطقتنا هذه وعلينا ان نتعامل معه بحيطة وحذر مع رفع التوعية الصحية ومراقبة مصادر المياه وضبط المخالفات الصحية باسواق الولاية حتى لا تزداد الاوضاع سوءا…

مئات الارواح حصدتها الكوليرا مع ازدياد في الحالات في اكثر من ولاية… الامر يتطلب تدخل اتحادي عاجل مع مطالبة الدول الصديقة بدعم السودان لمجابهة هذه الجائحة والسيطرة عليها والتعامل معها بوضوح دون ضبابية…توجد كوليرا ومخيفة انت كوزير ممكن تكون في مأمن عنها لكن ما ذنب المواطن المطحون بنار الحرب وغلاء المعيشة!!!

ارحموا الشعب السوداني يرحمكم الله وكفاية معاناة ومشاكل لا حصر لها….امنحوه الامن والسلام والماء النظيف ولا تجعلوه عرضة للمصائب…

على الاخ والي ولاية الخرطوم واجهزته التنفيذية والامنية مراقبة اوضاع الولاية عن كثب ومعرفة مكامن الخلل وكما اسلفنا الخريف على الابواب وهنالك جثث وبقايا جثث لا تزال في العراء لابد من دفنها وتنظيف كافة الاحياء قبل عودة المواطنيين …

اتحاديا قالت وزارة الصحة انه هنالك وفاة على راس كل ساعة والوزارة تعلن ارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا حيث كشفت الوزارة عن تصاعد الإصابات بالكوليرا خلال أسبوع، مع زيادة ملحوظة في معدل الوفيات وبحسب التقرير الوبائي، فقظ بلغت الإصابات الجديدة 2729 إصابة خلال اسبوع من بينها 172 حالة وفاة بمعدل 24 وفاة في اليوم الواحد وأشار التقرير إلى أن 90٪ من الإصابات الجديدة بولاية الخرطوم خاصة محليات كرري، أم درمان وأمبدة، تليها ولاية شمال كردفان، ثم سنار، الجزيرة، النيل الأبيض، ونهر النيل

أفاد وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، لقناتي “العربية” و”الحدث”، بوقوع “أكثر من 80 إصابة بالكوليرا يوميا في أم درمان” وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة السودانية، الأحد، تسجيل 45 حالة إصابة جديدة بوباء الكوليرا ليرتفع عدد الإصابات التي تتلقى العلاج إلى 800 في ولاية الخرطوم، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية.

وفقا لما اوضحه بيان الصحة الاتحادية فأن الوضع في غاية الخطورة ان لم يتم تدارك الامر والتعامل معه بصورة جادة… الكوليرا تفتك بالناس والاسواق تعمل بلا رقيب (خضار) على الارض واطعمة مكشوفة تحيط بها الغازورات من كل جانب…. كيف لك كدولة ان تحد من انتشار مرض وانت لم تمنع اسباب انتشاره…امنعوا الفوضى ولو بالقانون وفعلوا المحاذير والعقوبات…الوضع لا يتحمل ازمة اخرى….

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!