عبد الحفيظ حامد يكتب عرب دارفور ضحايا المليشيا

بعد تمرد مليشيا آل دقلو على الدولة بقيادة محمد حمدان دقلو وشقيقة عبدالرحيم برعاية وتدبير وتمويل من مخابرات خارجية وتآمر من مجموعة قحت السياسية وبعض الذين تم شراؤهم بالمال ظنت قيادة المليشيا وحلفاؤها أن أمر الاستيلاء على الدولة مسألة وقت مغترين بكثرة السلاح وكثرة الجند من عشائرهم ومن المرتزقة الذين استجلبوهم من خارج البلاد بالآلاف ونشروهم في كل موضع في العاصمة وحتى في الولايات ظنا منهم أن ذلك سيمكنهم من السيطرة على البلاد ونسوا وتناسوا أشياء كثيرة منها أنه لم يحدث تغيير للحكم في البلاد طوال تاريخها بهذه الطريقة إنما كان يحدث التغيير من داخل الجيش بموافقة قيادته وفرقه العسكرية ومما أفشل مشروع آل دقلو انه لم يكن مشروعا للاستيلاء على السلطة وإلا لكان تم ذلك بالتنسيق بينه والجيش وإنما كان مشروعا لاستئصال الجيش واستبداله بمليشياتهم ولعل هذا اهم اسباب فشل مشروع آل دقلو ومما أفشل هذا المشروع الخبيث أنه ظن أن السودان هو الخرطوم وأن الاستيلاء عليها يعني حكم السودان ونسي ان وحدات الجيش المنتشرة في بقاع السودان لا تعترف اصلا بهم كعسكريين ويتندرون من رتبهم الممنوحة بصورة فوضوية دعك من ان يقبلوا بهم قادة للمؤسسة العسكرية وبديلا لها كما أن آل دقلو اعتمدوا في مؤسستهم على أهلهم قبيلتهم وبعض قبائل دارفور العربية مما جعل حربهم إن أردنا ان نكون دقيقين في وصفها هي حرب قبيلة أو قبيلتين ضد الشعب والدولة بأكملها ولا يمكن حتى نسميها حرب قبيلة لأنه معلوم للجميع أن المليشيا اختطفت القرار في القبيلة بقوة السلاح والاستمالة بالمال واسكتت كل الأصوات التي رفضت هذا المشروع الفاشل وجرت كل عرب دارفور لمحرقة ربما تكون هي الحالقة والقاضية على هذه القبائل
ويمكن أن نعدد خسائر عرب دارفور بسبب تمرد حميدتي وأخوه على الدولة
اولا ستتبدل موازين القوى في دارفور لصالح القبائل غير العربية بعد تحالفها مع الدولة لمحاربة تمرد الجنجويد والكل يعلم أن تمدد القبائل العربية وَماحازته من مكاسب وسيطرة ونفوذ في دارفور كان بسبب تحالفهم مع الحكومات المتعاقبة في الخرطوم وآخرها حكومة الإنقاذ أما الآن أصبحوا هم التمرد الذي يواجه كل مظالم أهل دارفور القديمة والجديدة ومظالم كل أهل السودان مما يفتح الباب لانتزاع الحيكورات التي انتزعوها بالقوة من اهلها فترة تحالفهم مع الحكومة المركزية وغضت الحكومات المتعاقبة الطرف عنها
ثانيا سيكون المسيرية عرضة لمواجهات مع الدينكا وفي الغالب لن تكون الكفة في صالحهم بسبب الإنهاك وفقدان الشباب في معارك المليشيا الخاسرة كما ستتعرض ثروتهم الحيوانية لمخاطر كثيرة بسبب معاداتهم لكل محيطهم
ستنتقل المعارك لعمق ديارهم ولا يخفى على الجميع مايحدث في الأماكن التي تطالها الحرب من نزوح وتشريد وفقد للأموال وغيرها خاصة وأن المليشيا قد مارست كل الفظائع على جميع أهل السودان بلا استثناء
وهنا يبرز سؤال مهم وهو هل يمكن لهذه المليشيا مهما فعلت ومهما تلقت من دعم خارجي ان تنتصر على أهل السودان وجيشهم ؟
الإجابة قطعا لا ولو كان لها هذه القدرة لما خرجت من العاصمة صاغرة وخرجت من كل بقعة دخلتها مدحورة
وللأسف مازالت المليشيا تشتري الادارات الاهلية وتحشد في الشباب وتقودهم للموت والمحرقة بإدعاء انها ستنتصر
والسؤال الأهم هل سينصاع كل عرب دارفور لمشيئة بيت آل دقلو ليقودهم لحتفهم وفقدان أموالهم واولادهم وفقدان أراضيهم ونفوذهم في دارفور ووضعهم على مستوى المركز ؟ أم انه ستكون لهم صحوة ووقوف في وجه المليشيا لإنقاذ مايمكن إنقاذه؟.