الحـروف د. هيثم حسن عبد السلام خبير شؤون المستهلك يكتب خروفك الغالي .. يرخص ليك

أجد في نفسي غبطة وسرورا حينما يهل علينا شهر من أشهر الله الحرم وتشتاق النفس لزيارة الأراضي المقدسة وليس ذلك فحسب ، وإنما في هذه الأيام الطيبات تسمو نفوسنا جميعاً وترتقي لأعلى مراتب السمو خلقاً وتعاملاً ، كما في هذه الأيام من أيام شهر ذي الحجة ، ولقد درجنا في هيئة المواصفات والمقاييس السودانية تنظيم حملة توعية شاملة بالطرق السليمة للذبح والسلخ ومعالجة جلود (الضحية) بالتعاون مع الجهات الممثلة في اللجنة القومية لشؤون المستهلكين، لما لهذه الحملة من فائدة كبيرة تعود على الاقتصاد الوطني (فجلد الضحية) ثروة قومية وقيمة اقتصادية كبيرة جداً.
وأتمنى في هذا العام وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المستهلك السوداني بسبب الحرب اللعينة أن تعمل الجهات الحكومية وعلى رأسها (وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي) على توفير الخراف وبسعر موحد وثابت بنظام الوزن وتحديد أماكن البيع بالمواقع المختلفة بولاية الخرطوم وفي كل الولايات المستقرة (كما حدثت هذه التجربة خلال سنوات سابقة وأثبتت نجاحا كبيراً ، فما أحوجنا لها هذه الايام حتى نقطع الطريق على المضاربين والسماسرة برفع أسعار الخراف ، ونحقق شعار (الغالي يرخص ليك) وهو أمر واجب على الدولة تقديرا لصبر المواطن السوداني خلال فترة الحرب والنزوح.
على جميع المستهلكين الالتفاف حول كل جهة تقوم بواجبها المقدس في حماية المستهلك (وهنا لابد من التحية للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وهي تعيد منظومة حماية المستهلك تحت مسمى اللجنة القومية لشؤون المستهلكين التي ضمن في تشكيلها الأخير : وزارة الصحة ، التجارة ، الزراعة ، الحكم الاتحادي ، مباحث التموين وحماية المستهلك ، الأدوية والسموم ، الجهاز القومي لحماية المستهلك ، الأمن الاقتصادي ، هيئة الاستخبارات ، وقوات الجمارك ، لتشكل واحدة من أقوى التحالفات الحكومية للعمل برؤية وطنية في ظل طروف بالغة التعقيد لتوفير الحماية للمستهلك فالتحية لهم وهم ينتهجون منهجاً يعبد الطريق له للحصول على السلع والمنتجات وتوفر الحلول وتجعل الاختيار حقاً وليس منحة ، ولابد للجهات الرسمية أن تبتعد عن التراشق فيما بينها لمصلحة الوطن الواحد ، فلا أجد مصلحة لجهة أن تشكك وتضعف الثقة في أخرى وأن يكون دوماً الهدف الواحد المصلحة العليا ، وأن يكون النقد بناءاً وليس هداماً. وأن تكون روح التنسيق عالية وحيه بين كل هذه الجهات وهذا ما حققته الهيئة في تشبيك العمل ورفع مستوى التنسيق وتوحيد الجهود عالياً جداً مع كل الجهات وما نجاح حملات التوعية بالذبح السليم والمحافظة على جلود الأضاحي إلا شاهداً واضحاً على ذلك طوال سنوات مضت وهاهي الآن الحملة تسير وفق المخطط لها بدعم وسند إعلامي كبير من الزملاء والزميلات في وسائل الإعلام المختلفة فهم دوما حضورا وفي الموعد إعلاميون من أجل الجودة وحماية المستهلك وسندا للمواصفات والمقاييس .
عموماً تظل هذه الأيام المباركات تفتح أشواق النفس للحرم المكي حين تدمع العيون وتتقطع النفس شوقاً للحبيب المصطفى في مدينة رسول الله وما أطيبها مدينة أحب البلاد لله، وتتسابق الدعوات بنصر قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها والمجاهدين بأن يحقق لنا النصر المبين ولبلادنا المنعة والعزة والقوة والاستقرار ، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحي المبارك
mismawia@yahoo.com
.