علي محمد أحمد إدريس يكتب تضخيم الذات وإدمان الفشل

*قيل أن النرجسية ترجع إلى العصر الروماني ، ويُذكر أن شاباً يُدعَى (نارسس) رأي صورته في الماء وأعجب بنفسه حد الإعجاب وعشقها وصار لايحب غيرها، بل قيل أنه لم يتزوج قط حيث يعتقد بانه لا توجد فتاة جديرة به،. ومن هنا جاءت النرجسية وتضخيم الذات…*
> *هكذا هم البعض ممن يرغبون في تصدر المشهد بلا أدنى مؤهلات علمية أو أخلاقية ، حتى وإن حازوا على أرفع الشهادات العلمية [كيفما إتفق] ، لذا قلنا (شهادات) ولم نقل (درجات )، لأن الدرجات من الدَرَج أو السُلّم الذي يسمو ويعلو بمن يحوز عليه أما الشهادة فربما تكون تصميم جميل تزدان به جدران الصوالين فقط ،،*
> *وللأسف مع تراجع القيم والممسكات ، انقلبت لدينا الموازين وانعكست فرضيات النظريات، (فالنرجسية) التي استقر علم النفس على أنها حالات (نادرة) تظهر عندما يتغلب مكون (اللاوعي) في الإنسان والذي يمثل ( الجوانب الرغائبية والغرائزية المكبوتة) ، على مكون (الوعي) والذي يمثل العقلانية والإعتدال والتعايش مع القيم الضابطة للمجتمعات،، طغت عندنا مفردات من شاكلة ( يا فيها يا نطفيها } ، كإمتداد للمدرسة الفرعونية { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ. }، أعتقد ان إدمان الفشل المصاحب لواقعنا المعاصر ناتج بصورة أساسية عن سلوك الشخصنة والفردانية الذي ظل يلازم كل تصرفاتنا،،*
> *ولعل قريبا من ذلك هو ما توصل إليه الدكتور منصور خالد في كتابه ( النخبة السودانية وإدمان الفشل ) ،حيث أوضح أن النخب تعيش أزمة تصدع الذات وحالة نفاق فكري وكل فئة تحاول أن تفرض على المجتمع أيدولوجيتها حتى لو استدعى الأمر الإستعانة بالخارج أو العسكر كل حسب حدود مباحات مسلماته الفكرية..*
> *والملاحظ حتى ونحن نحاول المشاركة في الشأن العام تجدنا نزكي ونرشح شخوص بدلا من أن نعتمد معايير ومواصفات ،، ونتجادل حول (من يُدير الشأن )؟ وليس حول (كيف يُدَار الشأن )؟،،حقيقة إن أردنا للوطن أن يخرج من هذه الحلقة المفرغةعلينا بإعادة الضبط التربوي للمجتمع*
والله المستعان
*علي محمد أحمد إدريس*