أعمدة الرأي

قاسم فرحنا يكتب هل يصمد جبريل ابراهيم في وجه العاصفة

 

 

بادائه للقسم امام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يوم أمس يصبح رئيس الوزراء كامل ادريس صاحب القرار في اختيار الحكومة الجديدة لسد الفراغ الدستوري الكبير…وعلى اثر ذلك سيقوم الرجل بحل الحكومة الحالية والاستعاضة عنها بحكومة كفاءات وطنية لا محاصصات فيها…وحل الحكومة يعني التخلص من الوزراء القدامى واستبدالهم بوجوه جديدة الأمر الذي ربما كان حجر عثرة أمام طموح كامل ادريس الذي يحلم بأن يكون مؤسسا لدولة السودان الجديدة التي يحلم شعبها بالامن والاستقرار والرفاهية ورغد العيش….

توقعات بأن يشمل التفيير وزارة المالية الاتحادية التي ٱلت وفقا لاتفاقية جوبا لسلام السودان لحركة العدل والمساواة فكان الدكتور جبريل ابراهيم وزيرا لها حيث شهد عهده تدهورا مريعا للجنيه السوداني أمام العملات الاخرى وربما كان ذلك للظروف المحيطة بالسودان.. رغم ظروف الحرب هنالك بعض الاستقرار في الجانب الاقتصادي إلا ان ضعف الموارد وتدهور الناتج المحلي واختلال الميزان التجاري يتطلب حلولا عاجلة لتدارك ما يمكن تداركه ويبدوا أن جهود جبريل ابراهيم توقفت عند هذا الحد وليس في كنانته شيئا يقدمه للسودان…

كامل ادريس كما اسلفنا من حقه أن يختار الوجوه التي تتناغم مع فكرته لقيادة الدولة ولابد أن يتدارك صراع الكبار قبل اختيار تشكيلته التنفيذية المناط بها قيادة العمل التنفيذي بالبلاد المسخنة بجراحات الحرب الباحثة عن مضادات التعافي…

جبريل ابراهيم لن يرضى بالذهاب عن المالية وعلى رئيس مجلس السيادة ان يضع ذلك في خارطة التوقعات لتدارك الامر قبل وقوعة لأن البلاد الان تمر بمرحلة مخاض عسير املتها ظروف الحرب المفروضة عليها لذلك لابد من سد الثغرات للمحافظة على انسجام الاجهزة النظامية المشاركة في معركة الكرامة..

وعلى المقاتلين الى جاتب الجيش أن لا يختاروا التأزيم إن تجاوزهم الاختيار…خالد ابن الوليد تم عزله عن قيادة الجيش وهو يخوض المعارك ويحقق الانتصارات…لم يتذمر ولم يتمرد بل سلم عمر بن العاص القيادة وعاد للمدينة مرفوع الرأس… القائد الحقيقي ينصاع للقرارات التي تخدم مصلحة شعبه ومصلحة الشعب الان في حكومة كفاءات وطنية لا محاصصات حزبية…

كامل ادريس الأن هو رئيس الوزراء والبرهان اعطاه صلاحياته كاملة دون تدخل ولا املاء ومن حقه ان يختار ما يراه مناسبا لتحقيق الحلم الوطني الكبير…لا اتوقع ان يحمل الرجل في حقيبته التنفيذية اي اجندات لصالح جهات خارجية كما حدث مع حمدوك الذي اتى للبلاد يحمل هم تحقيق تطلعات الدافعين به لدفة وزراء السودان فأتى لنا بالعجوز فولكر شيطان حرب ابريل المشتعلة حتى…فشل حمدوك وفشلت حاضنته قحت فاندلعت الحرب واحرقت البلاد…

عهدا جديدا ينتظره شعب السودان المطحون…عهد كامل ادريس الذي تم تدشينه بالأمس…ننتظر اعلان الحكومة الجديدة التي نتمناها أن تأتي بالكفاءات والتخصصية كل في مجاله وخبراته التراكمية الكبيرة.. السودان لا يحتاج للتخبط وعشوائية القرارات التي تتأثر دوما بالتقاطعات وصراع المصالح الذي لا يراعي مصلحة الشعب…

انت كوزير الوزارة ليست ملكا خاصا بك…ان غيروك تقبلها بصدر رحب وهذه هي سنة الحياة ولو دامت لغيرك لما آلت لك … الحياة لا تتوقف عن محطة واحدة الكل يمضي ويبقى الوطن شامخا يتطلع لمن يقوده لمرافي الامان والتطور والاستقرار ..

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!