أعمدة الرأي

دكتور محمد حسن محجوب يكتب الآفاق الجديدة لاستشراف مستقبل الإعلام في مرحلة ما بعد تحولات الحرب.

ان الحديث عن افاق الاعلام لاستشراف مستقبل مسار تحولات مابعد الحرب يمكن تناوله من خلال عدة محاور

 

مثل التكيف مع التحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أداة حيوية في صناعة الإعلام، حيث يُستخدم في تحليل البيانات، وتوليد المحتوى، وتحسين التغطية الإخبارية. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في الموازنة بين الكفاءة التكنولوجية والمصداقية المهنية فيما

يظهر فى هذه التقنيات مثل

 

مخاطر التضليل الإعلامي، مما يتطلب تطوير آليات التحقق وتعزيز الشفافية لضمان مصداقية المحتوى .

 

كما لابد من إعادة تعريف دور الصحف بعد التحول الذى حدث فى دور الصحفي فى الفترة الماضية من مجرد ناقل مهنى للأخبار إلى “مهندس أوامر يتعامل مع تنقله له الشبكات والخوارزميات ويقدمها بتحيز دون اى تقصى لمصداقيتها . كما أن بعض الوظائف الصحفية التقليدية مثل التدقيق اللغوي والترجمة الفورية أصبحت مهددة بسبب أدوات الاعلام التكنولوجي لكن ومع ذلك، يبقى الصحفي المهنى المحترف قادرا على توجيه الذكاء الاصطناعي وتحليل السياقات الضرورية للحفاظ على جودة المحتوى ومصداقيته .

 

وهناك عدد من التحديات الأخلاقية والقانونية تواجه استخدام الإعلام التكنولوجي مثل ألاسئلة حول الملكية الفكرية والأخلاقيات المهنية، خاصة في ظل غياب تشريعات واضحة تحمي حقوق المؤلفين وتنظم استخدام التكنولوجيا فهناك حاجة ملحة لإنشاء “حزام أخلاقي” صارم يشبه النموذج الغربي، حيث يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع ضوابط تحقق السلامة والصدقية المهنية .

 

ومواجهة الصراع بين المحتوى العميق والسطحية الذى بسببه وقع المستخدمين الاعلاميين في فخ فقاعات إعلامية تهز الثقة فى قناعاتهم المسبقة، مما يقلل من تنوع الرؤى ويعمق الانقسامات المجتمعية بسبب غياب المهنية الصدقية. كما ان هناك خطر تراجع الصحافة من صحافة مهنية الى صحافة استقصائية ممنهجة لصالح المحتوى السريع والمعلب، مما يهدد العمق المعرفي والتحليلي وتحويله الى استقصائي تضليلى.

 

ان دور الإعلام في استشراف مستقبل إعادة الإعمار يمكن بتسخير الإعلام التكنولوجي فى أن يلعب دورًا بارزا ومهما في مرحلة ما بعد الحرب من خلال تحليل الأضرار واقتراح الحلول بشأنها وتنسيق العمليات الإنسانية، وتعزيز جهود المصالحة عبر التحليل المهنى الصادق للبيانات الاجتماعية والسياسية – ومع ذلك، يجب أن يكون الإعلام شريكًا في بناء الثقة المجتمعية بدلاً من أن يكون أداة للاستقطاب والتحوير ، كما حدث فى ماضى فترة الانتقال .

 

ان من افضل السيناريوهات الاستشرافية المستقبلية للإعلام

التمازج تحقيق الإيجابي والتعاون بين الإنسان والآلة الاعلامية لتحسين الجودة وتقليل ومسح صور التشويه التى حدثت

من خلال اعلام المحتوى المعلب وهيمنتة السريعة على حساب التنوع والعمق .

من ما تسبب فى الانقسام المجتمعى المعرفي . فلابد من ظهور نخبة إعلامية قادرة على إنتاج معرفة عميقة مقابل جمهور كان يستهلك محتوى سطحياً .

 

### الخلاصة

يتطلب مستقبل الإعلام في عالم ما بعد الحرب موازنة دقيقة بين التكنولوجيا والأخلاقيات، والتركيز على بناء مصداقية طويلة الأمد بدلاً من الانجرار وراء السرعة والتضليل. كما أن تعزيز التعاون

المهنى واستثمار الكفاءات الشابة سيكونان عاملين حاسمين في نجاح التحول الاستشرافى للإعلام لمستقبل مابعد الحرب .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!