أعمدة الرأي

من أعلي المنصة  ياسر الفادني يكتب حرب إيران مع إسرائيل… كلام من الآخر ! 

 

بنفس السيناريو الرديء الذي كُتب في كواليس أجهزة المخابرات الإماراتية، وبنفس الغباء الذي سقط فيه الهالك حميدتي حين باعته الإمارات وهندس له “بؤساء السياسة” في السودان وهم يزينون له طريق الخراب… تعيد الإمارات إنتاج الفوضى على مسرح أكبر، هذه المرة بتوريد الوهم لإسرائيل وأمريكا معًا: أن إيران يمكن تفكيكها بضربة مباغتة

 

الطبخة كالعادة: إستخباراتية غير دقيقة، تقديرات خاطئة، وتحليل من مطبخ إماراتي فقد كل صلة بالواقع، نفس الطبخة، لكن الضحية الآن ليست حميدتي وحده، بل دولة نووية كإيران، وكيان غاصب كإسرائيل، أحدهما خُدع، والآخر صدّق

 

في دوائر القرار داخل تل أبيب، قُدم تقرير “غامض” ملغوم بالمعلومات الخاطئة: أن إيران منهكة، أن عمقها مكشوف، أن حزب الله والحوثيين خارج المعادلة، وأن الضربات الاستباقية ستقطع رأس طهران دون أن تترك أثرًا… ويبدو أن رئيس إسرائيل أيضًا “راسه خفيف برضو”، وقرر أن يجرب حظه مثل حميدتي

 

لكن المفاجأة كانت موجعة، بل كارثية:

صواريخ إيران لم تطلق فقط من أراضيها… بل جاءت من اليمن، من لبنان، من العراق، ومن البحر، السماء التي ادّعوا أنها محكمة الإغلاق، اخترقتها عشرات القذائف الدقيقة، القواعد ارتجّت، الخسائر كانت موجعة، ولم تنفع التصريحات ولا بيانات العزاء في قادة سقطوا من علياء الغرور العسكري

 

إسرائيل لم تُضرب بهذا الشكل من قبل،

الخراب الذي حل بها كان واسعًا، والصور التي لم تُنشر كانت أفظع من أن تُقال، لقد طالتها الحرب من حيث لا تدري، وجاءتها الضربات من كل الجهات، ومعها تحطّم “الوهم الإماراتي” بأن إيران يمكن هزيمتها عبر بوابة استخباراتية مخترقة أو برعاية أمريكية محسوبة

 

والكارثة الأكبر أن العرب، كعادتهم، يقفون متفرجين… خليج خائف، عروش تتقلب في نعيم مرعوب، وتوازنات هشة تنهار على وقع صواريخ لم تعد تقف عند حدود “التحذير”

 

إن استمرت إسرائيل في هذا التهور، وإن تدخلت أمريكا فعليًا بالنيابة، فإن كرة النار ستتدحرج إلى ما لا تُحمد عقباه.

روسيا ستدخل، تركيا ستصطف، والعالم سيتورط في حرب ليست إقليمية، بل عالمية.

كل هذا… بسبب دويلة صغيرة، ملأى بالعقد، اسمها “الإمارات”، صدّرت الخراب لكل مكان، ومتى ما اشتعلت النار، ستكون أول من تذوق الجمر

 

إني من منصتي أنظر….حيث أري …. أن التاريخ لا يرحم والجغرافيا…ستعيد ترتيب نفسها بالنار.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!