بؤرة ضؤ خالد بخيت يكتب في مدينة الأبيض.. النازحين مابين التهجير والنسيان

في خضم الحرب الواقعة علي وطننا السودان المفروضة عليه بأبعادها الداخلية والخارجية والسلوك الهمجي للمليشيا المتمردة خيم علي المشهد بولاية شمال كردفان تحديدا مدينة الأبيض مآسي النازحين والمهجرين جبرا افسدت عليهم وعلينا الحياة واصبحت جحيم لا يطاق وكدرت معيشتهم واصبحوا أمام واقع جديد فرض عليهم خيارات قاسية اصبح النازحين مكرهين ومجبرين امام التهجير والرحيل القسري من قبل المليشا المتمردة والنسيان من مفوضية العون الإنساني بالولاية التى عجزت من تقديم أدني خدمة لهولاء المهجرين والنازحين الذين وجدوا أنفسهم في المدارس يتنقلون وهم مرهقون من القري الي مدينة الأبيض ومن الأحياء الغربية والجنوبية من مدينة الأبيض الي شرقها بعدما ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت وفقدوا ممتلكاتهم وموجة الاغتصابات المستمرة وازهقت الأرواح الطاهرة وتسيدهم الجوع ومعوقات الحياة في بعض مدن الولاية ولم تتوقف مأساتهم التي رأيناها في المدارس، والمساجد، والشوارع، والمنازل يبحثون لما يسدون به رمغ الجوع ومكان للايواء ، هذا الواقع المرير الذي نتابعه لا يمكن السكوت عنه بل يحتم علينا الواجب الأخلاقي والرقابي ان نوضح للراي العام درجة التقصير من قبل مفوضية العون الإنساني بشمال كردفان التي اصبحت عاجزة من تقديم أدني شئ فقط اكتفت المفوضية بتكرار ارقام النازحين المتضاربة في الاجتماعات ونري سيارات المفوض تجوب شوارع مدينة الأبيض خلال ساعات اليوم دون فائدة ، واجتماعات خالية من معالجة قضايا النازحين، والمهجرين تتفاقم كل يوم والمفوضية عجزت من تقديم شئ. ؟ منذ بدء الحرب من قبل خمسة اشهر وتذيد ظل المفوض متواجد بصورة دائمة بمدينة الأبيض لم يكلف نفسه الذهاب لبورتسودان لمتابعة حقوق المهجرين والنازحين التي ربما تكون شمال كردفان الولاية الرابعة تأثرا من الحرب بعد الخرطوم، وغرب ، وجنوب دارفور.
النازحين بمدينة الأبيض، والرهد، وام روابة، وبارا، هم في حاجة ماسة لمواد إيواء ومخيمات وبطاطين وعلاج وتقديم لهم مواد غذائية بصورة عاجلة هذا الملف لا يحتمل التلاعب والمعلومات الغير حقيقة والمتأخرة فقط يحتاج لصدق في التعامل والتعاطي خمسة اشهر مرت والحال يزداد سوءا بعد هروب الاسر من جحيم الحرب ليجدو انفسهم من واقع معقد سببه سوء تقديرات المفوض الذي ربما يجهل كيفية حقوق المهجرين والنازحين وفق القانون الانساني والعرف الدولي والاقليمي والمحلي المتعارف عليه، وخلال جولتي في جزء من معسكرات النازحين والمهجرين بمدينة الأبيض اصبحت مطالبهم اقالة مفوض العون الإنساني بالولاية هذا الرجل كما يصفونه بانه إنسان غير صادق معهم فقط يتنوع في نسج الروايات والتخدير المتكرر لهم دون تقديم ادني خدمة إنسانية تحترم ادميتهم.
ومن المفارقات السابقة تعرضت اغاثة ولاية شمال كردفان لعملية نهب من مليشيا التمرد لعدد 1500 كرتونة اغاثة عبوة 20 كيلو ودار حولها لقط واسع النطاق منذ ذلك التاريخ لم نعلم شئ عن المفوضية وما تقدمه للنازحين بالولاية ولم نعرف اي مجهود لهذه المفوضية المنحصر عملها في الرجل الواحد ولا غيره وفي معيته منظمات إقليمية وعالمية تعمل في إطار العمل الإنساني ونتيجة للاهمال ظل الشارع بالولاية ومدينة الأبيض يتسائل لماذا لم يذهب المفوض لبورتسودان ومتابعة حقوق المهجرين والنازحين بالولاية الذين تذوقوا الأمرين قساوة التهجير ونسيان المفوضية التي تركتهم لذوي القلوب الرحيمة من اهل السعة من سكان مدينة الأبيض وغيرها من مدن الولاية وخلال العشرة أيام الاخيرة تلاحظ الهجرة الواسعة لسكان الأحياء الغربية من مدينة الأبيض الي شرق المدينة بصورة كبيرة هل يعلم المفوض اين استوطن هولاء وكيف وضعهم المعيشي.