مقالات الرأي

خارج الصورة  عبد العظيم صالح..يكتب نعمات حماد..تاريخ مشرق

 

نعت إخبار لندن قبل أيام رحيل الفنانه والممثلة السودانية نعمات حماد..

طارت الاسافير بالخبر الحزين وكتب الكثيرون كلمات مؤثرة وصادقة في حق واحده من بنات السودان ورائدة من رواد التنوير والمعرفة والوعي في مجالات الصحافه والتلفزيون والمسرح…

كانت أول من أطل علي الناس من بنات جيلها في التلفزيون .ورائدة من رواد المسرح وذات بصمة واضحه في كل أعمالها التي قدمتها علي خشبة المسرح والاذاعة والتلفزيون والمسرح ممثلة ومؤلفة ومخرجة ولن ينسي الناس تلك الأعمال من مسرحيات ومسلسلات دخلت بها تاريخ الفن السوداني من أوسع أبوابه وستذكرها الأجيال كواحدة من ملهمات السودان في أزهي عصوره…عملت الراحله في صحف الصباح الجديد والاذاعه (هنا أمدرمان ) ومجلتي المجد والناس..وأحدثت نقلة كبيرة في ذلك الوقت بتبنيها لقضايا المرأة .ثم انتقلت للتلفزيون وكانت اول وجه نسائي سوداني يطل علي الشاشة.ثم إقتحمت التمثيل والكتابة للمسرح والسينما..ولازالت أعمالها التي قدمتها في وجدان ذلك الجيل ك(تاجوج والمطر والحصاد ولعنة المحلق وزيارة لفريق تحت) وغيرها من الروائع. 

قبل أعوام سافرت الي بريطانيا للمشاركه في ملتقي اقتصادي لرجال الأعمال..وكانت مفاجأة عظيمة لقائي بالراحلة العظيمة في ردهات صالة الفندق الذي إستضاف فعاليات الملتقي..

قدمها لنا صديقي الصحفي المقيم ببريطانيا الاستاذ علي عبد الرحمن وفي معيتي عدد من الزملاء الصحفيين والاعلاميين المشاركين منهم فاطمه الصادق وساميه بابكر..

من اللقاء الاولي أحسسنا بأننا نعرفها من زمان ..وهو كذلك فهي صاحبة بصمة واضحه في وجدان كل سوداني وربما الهمت أجيال مختلفة خصوصا عندما تأتي سيرة وأغاني الفنان الطيب عبد الله وكثير من روائعة الخالده والتي يعتقد الناس علي نطاق واسع بأنها كانت الملهمة لبعض هذه الاغاني خصوصا التي قام بتأليفها وتلحينها ويذهب الناس هنا مذاهب شتي هل المقصودة هي نعمات ام اخريات؟؟..

وجدنا أنفسنا أمام سيدة سودانيه عظيمه وبت بلد ولم يأخذ منها الغرب شيئا بل أضافت الكثير من الابداع السوداني من خلال مشاركاتها هناك علي المسرح البريطاني ودورها المتميز في أنشطة الجالية السودانيه بالمملكة المتحدة. 

رافقتنا في كل جولاتنا التي قمنها بها ودعتنا في منزلها وتعرفنا علي ابنها الدكتور طارق الطيب عبد الله وشقيقته الدكتوره الهام ولفت نظرنا تمسكهما بكل ما هو سوداني واستغرقنا في موجات من الضحك وطارق (يونسنا)بلغة الراندوك السائدة في شوارع الخرطوم فهل لا زال طارق يتقن تلك اللغة الشعبية ام دارت الايام كما جرفت كل (حاجتنا )الجميلة…

رحم الله.(أمنا)نعمات حماد وقد أعطتنا الاحساس بالحنية عندما التقيناها للوهلة الاولي. وكنت أمني النفس بلقاء آخر معها وتوثيق الكثير من جوانب حياتها والتي هي الآن ملك للأجيال ولكنها الأقدار التي لا نملك أزاها الا التسليم والرضا بالله وحكمته

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!