حسن فضل المولي ،، يكتب … من الناس من هو كسحابةٍ

و طْفَاء ،
تُرعِد و تبرق و تُمطر ثم تمضي ..
و هكذا كان ( أبوهريرة حسين ) ..
جاء ،
و أرعد ،
و أبرق ،
و أمطر ،
و مضى ..
و أنا في زحمة الأوجاع ، التي
تحاصرنا من كل ناحية ،
و جدتني مستغرقاً في هذا
( المشهد ) الذي يختزن أجمل
( الذكرى ) و أمرَّها ..
إنني و ثلة من الأحباب احتشدنا
حول حبيبنا ( أبو هريرة حسين ) ،
في ليلة زفافه ، و الفرحة تتقافز
من الصدور و العيون ..
كلٌ منا كان يعَبِّر عن فرحته بطريقته ..
و كان تعبيري عن فرحتي حضوري
مع أول من حضر ، و انصرافي مع
مع آخر المُنصرفين ،
و ما ذلك إلا لأن ( أبوهريرة ) كان
باراً بذوي مودته ،
يدنو منهم ،
و يدنيهم إليه ،
و هو في كل أحوالهم حاضر ،
و باذل ، و مبادر ..
كان شهماً ..
عندما يتيسر له المال ،
ينفق انفاق من لا يخشى الفقر ،
لتجد حوله زحمةً و طبولا ..
و عندما تضيق به ذات اليد ،
و يبقى حوله قلةٌ من الأوفياء
الخُلَّص ،
تجده هوَ هوَ ،
و كأن الشمس على يمينه ،
و القمر عن شماله ،
لا يشكو قلة و لا يضيق بأحد ،
يَسقي ،
و يُطعم ،
و يُوادد ..
كان نشِطاً و مُنجِزاً ..
ينام مبكراً ،
و يصحو باكراً فيتوزع على الأنحاء ،
يتابع إنشاءَ ( أستادٍ ) للشباب هنا ،
و آخر هناك ..
و يجمع لفيفاً من ( المطربين )
الشباب ، من المشاركين في
ابتدار حملة ، أو استهلال
منشط ، أو افتتاح منشأة ..
و بين هذا و ذاك لا يتخلف
عن واجب ،
و لا يحجم عن مشاركة ،
و إذا حزَبَك أمر فهو في مقدمة
المؤازرين ..
و ( أبوهريرة ) حِنَيِّن ..
دموعه مبذولة ..
يفرح فتدمع عيناه ،
و يرضى فتمتلىء عيناه ،
و يحزن فتفيض عيناه ..
و لكنه عند الشدائد ،
لا يُريك من نفسه هواناً و انكسارا ..
و قد رأيناه كيف تَلقَّى ألوان الظلم ،
و هيَّ تُصبُّ عليه صبا ، بنفس أبية
و عزيمة قوية ..
نعم ..
هو في كل أحواله ،
لا تجده غير ( أبوهريرة حسين ) ..
رحمه الله رحمة واسعه ..