أعمدة الرأي

قاسم فرحنا يكتب حينما تضع الحرب اوزراها

 

يتطلع الشعب السوداني لطي صفحة الحرب بالصورة التي ترد كرامته وتصون وحدة تراب بلاده بالبندقية أو بالتفاوض الملبي للطموحات والاشواق…. الحرب لا فائدة منها غير الخراب والدمار والتشريد وحينما دخلتها بلادنا كانت تدرك عواقبها ولكنها كانت تدافع عن سيادتها وكرامة شعبها الذي واجه صلف المحاور وهجمة الارتزاق فكان (الجنجويد) مطية لدول طامعة في بلاد السودان فقام جنجويد ال دقلو بالمهمة تعاونهم احزاب مفككة وفكة تسمى (قحت) بتمويل اماراتي ضخم شكل خطرا على ارض السمر والنيل وكاد أن ييتلعها الطوفان لولا بسالة قواتها المسلحة والاجهزة النظامية المساندة لها….

الحرب تمضي بلا رأفة والمدن تتساقط كاوراق الاشجار عند فصل الشتاء والجيش يخطط بهدوء لاسترجاع ما اخذ … وقد كان… عادت كل مدينة ضلت طريقها لمليشيا ال دقلو حتى اضحت ولاية سنار والجزيرة والخرطوم والنيل الابيض ولايات خالية من التمرد…..

أما كردفان الكبرى توقف المد فيها بعد نجاحات متحرك الصياد في ام روابة والرهد والدبيبات… وربما كانت استراحة محارب مع توقعات بتحرير طريق الصادرات امدرمان وجبرة و(بارا) واذا تم تحرير طريق الصادرات كما هو متوقع تصبح شمال كردفان وبنسبة كبيرة خالية من التمرد عدا محلية سودري واريافها حتى حدود شمال دارفور….

حينما تتحرر شمال كردفان ستنطلق المتحركات غرب كردفان المكلومة التي سقطت حاضرتها النهود في يد عصابات دقلو بعد صمود طويل وستعود يوما ما لحضن الوطن ومعها شقيقاتها من غرب كردفان…الاضية…وابو زبد والفولة وغبيش وودبندة وستنضم للركب بابنوسة والمجلد وكل ارياف المسيرية بجانب اطلالة عروس الجبال (كادقلي) والدلنج وبقية محليات الجنوب الحبيب….

2026 نريده عاما بلا حرب….نريده عاما للعزة وللبناء والتعمير…معا نحو سودان خال من التمرد وهذا لا يتحقق إلا عبر وضع يدنا فوق يد قواتنا المسلحة ونصرتها….

عودة كردفان لن تأتي بالتمني…لابد من تكثيف الجهود والدعم والاسناد للجيش بأن يهب ابناء كردفان لتخليص ولايتهم من دنس التمرد ووضعها في مسارها الصحيح وتهيئتها لمسيرة ما بعد الحرب….

أما دارفور فهي حلقة الختام ومسكه وفيها تكون النهايات السعيدة….وهذا لا يتتحقق إلا بتسريع الخطى في كردفان ونظافتها….

نريد نهاية للحرب…والجيش قادر على ذلك ويمكنه حصر التمرد في زاوية صغيرة….

الان العالم كله مشغول بالحرب الايرانية الاسرائيلية ومن المتوقع غياب الدعم اللوجستي عن ال دقلو ولو جزئيا لأن الداعمين لتمرد السودان مشغولون بأنفسهم وهذه الوضعية ستضاعف مع معاناة التمرد الذي سيجد نفسه في وضعية يحسد عليها….

هنالك اصوات تعلو وتدعو للتفاوض وانهاء الحرب بالصورة التي تمكن تيارات سياسية شاركت الجنجويد في تخريب البلاد من العودة للحكم وهذا امر سيرفضه الشعب السوداني وان حدث نريده سلاما يخدم السودان ككل…..ويهيء البلاد لمستقبل اخضر…

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!