مقالات الرأي

في الحقيقة ياسر زين العابدين المحامي يكتب  الحرب والاقتصاد


بدت اثار الحرب علي الاقتصاد بعد عام
ونيف…
ضعف بالمؤشرات الاقتصادية مخيف…
قبل الحرب اللعينة لم يتعافي الاقتصاد
فمضي للهاوية…
لارتفاع مستوي انعدام الامن بالمدن…
ومظاهرات،توترات،تجاذبات،مماحكات
سياسية عبثية…
وسدت المنافذ بين المدن والطرق و(٩)
طويلة وما شابه…
هشاشة سياسية،امنية،ومخاوف تتري…
توالت الخسائر من كافة الاصعدة…
تدهور الانتاج واختل الميزان التجاري…
انهار سعر الجنيه مقابل الدولار…
زادت الاعباء بارتفاع كلفة المعاش…
الحرب اضافت اعباء باهظة جدا…
معها أنطفأ الضوء،بهتت شموع التوقع…
قصدهم ضرب الاقتصاد المتهالك اصلا…
باستنزاف بصيص موارده المنهوبة…
هي ذاتها شحيحة ومنهوبة بالعلن…
خلقوا المشهد هذا لتنفيذ مخطط لئيم…
اغلقت الشركات ابوابها،سرحت المصانع
العاملين ما اضفي للمشهد قتامة…
التدمير طالها،تنامت المخاطر التشغيلية
بدت تداعياتها جلية…
زادت البطالة استفحالا ضربت بعميق…
القطاع الزراعي تقلصت مساحاته لانعدام
الامن واحجام البنوك عن توفير التمويل..
فتراجع مستوي المؤشرات القياسية…
الميزان التجاري مختل بصورة مخيفة…
بات المستقبل مخيفا،الوجع حد العصب…
الحرب في عامها الثاني،وندفع الكلفة
من اوجاعنا ودموعنا وخوفنا اللئيم…
ندفع ثمن فوق طاقتنا وقدرتنا ونتحمل…
لنقف شامخين مع جيشنا برغم الظرف
نهتف له بقناعة…
شعب معلم،صابر،يعرف كيف العبور…
يقدم التضحية تلو الاخر بجلد مدهش…
الوقائع تشي بأن القادم أسوا واخطر…
هو الهدف الرئيسي لدول ماانفكت تتامر..
تضعنا بزاوية ضيقة وتكسر قناعاتنا…
الخروج مقابله تقديم تنازلات مؤلمة…
حرب اقتصادية توازي الشق العسكري…
تدمير لم يذر الاستنزاف مستمر وفظيع…
خروج المصانع من دائرة الانتاج،خروج
الشركات من دورة الاقتصاد…
تقلص مساحات الزراعة،عزوف المزارع
عن فلاحة الارض…
تدني درجة الامن نشر الرعب،والموت…
انهيار متسارع للعملة الوطنية،لا كابح
لجماح هذا الانهيار…
عطالة تراها في عيون غائرة واضلع
بان هزالها ودموع تقطع نياط القلب…
وقفت الدول الشقيقة بعيدا،لم تدعمنا
وبعضها يكيد…
الاخر خائف وواجف،ثمة من ينظر لهم
ويحدر ويمد أصبعه…
الحرب ليست بالسلاح فقط فذاك وجه…
الوجه الاخر يد اخري تقود الاقتصاد…
تفكر،تدبر،ترسم الخطط،تنفذ تخترق
ما اغلق من ابواب…
تفكر خارج الصندوق باللحظة وبالتو..
تحدد مكان الخلل،تصوبه بصورة انية…
تلمس محل الوجع فتعالجه وتطببه…
تخرج الايرادات من بين فرث ودم لبنا
صافيا سائغا للشاربين…
تخفف نار حرقة المعاش،تدعم الجيش
بهذه الحرب المفروضة عليه…
يقودها بخيبة تعتمله برباطة جأش
يستلهمها من الشعب…
المهم تشكيل مجلس وزراء حرب بهذا
الظرف بالغ التعقيد…
تشرأب الاعناق لتري حكومة حرب،تدير
الشق الاخر من الحرب(الاقتصاد)…
جماحه بات عصيا،فكوا لجام انهياره
والاثار تعصف بنا كل هنيهة…
غدا اذا طال الانتظار سيتسكع الشعب
بالطرقات متسولا…
قضت الحرب علي الاخضر واليابس…
لم يبق سوي الصبر لشعب متعفف لن
يسأل الناس الحافا اعطوه او منعوه…
فباطن الارض خير له من ظاهرها اذا
فرضت خيارات ضد قناعاته…
الموت جوعا ليس عيبا انما العيب أن
تبقي الدولة بلا حكومة حرب…
علها تضع من الخطط ما يقلل الازمة
ويحد من غلواءها…
دعوهم يديروا معركة الاقتصاد وانتم
اديروا ملف الحرب…
هل يسمعني البرهان واركان حربه،لقد
طال الانتظار…
لم يعد هناك بد من ذلك،تعقدت الازمة…
من ينتظر،أو يتردد،سينتظر كثيرا عندها
ستتمكن منه الخيبة والاسف الكسيف…
من ينتظر كثيرا سيدفع الثمن كثيرا…

زر الذهاب إلى الأعلى