مقالات الرأي

بابكر الشيخ الأسيد يكتب لبس السروال المشروط

 

في غزوة بدر الكبرى فقد المشركون ثلةً من صناديدهم و فرسانهم الأشداء.. أبرزهم: أبو جهل (عمرو بن هشام) و عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، شقيق عتبة.. وقد أحدث هذا الفقد صدمةً شديدةً لمشركي قريش، خاصةً هند بنت عتبة، حيث فقدت أباها و عمها، و امتلأت غيظًا و حنقًا و حقدًا، خاصة تجاه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، الذي قتل أباها، بينما هلك عمها على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. هند أقسمت على زوجها أبي سفيان بن حرب ألا يقربها و لا يمسها، مالم تشفي غليلها بالانتقام لزعماء قريش الذين هلكوا في صفوف المشركين في بدر، ومن بينهم ابوها و عمها.. و من جانبه، اقسم ابو سفيان ألا يغتسل و لا يمس الطيب، مالم يحقق لها ذلك.. و قد أنشدت هند في إطار التعبئة تجهيزًا لجيش المشركين لمعركة أحد الثأرية:
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
مشي القطا الموانق
قيدي مع المفارق
ومن أبى نفارق
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
هل من كريم عاشق
يحمي عن العوانق
والمسك في المفارق
والدر في المخانق..
أوقفت هند إستمرار حميمية العلاقة الزوجية و الاستمتاع بها، على شرط القتال من أجل الثأر لمقتل أبيها و عمها. و هذا الشرط شرطٌ منتج و مؤثر، و يدفع المشروط عليه- زوجها- ليقاتل و بحث قومه على القتال و يقوم بكافة تجهيزات القتال المادية و المعنوية، فقد كان زوجها زعيمَ قريش..و حق له ان يفعل ذلك، حتى تستمر العلاقة الزوجية المشروطة..
لكن الذي حيرني و لم أجد له تفسير مسألة خلع الملابس الداخلية لشيوخ و شيخات قبيلة الرزيقات، و اشتراط لبسها مرة ثانية بتحقيق نصر بإسقاط مدينة او نحو ذلك.. ما الذي يدفع المقاتلين حتى يحققوا ذلك الشرط؟ هل سيقاتل الأشاوذ من أجل السروال المشروط لبسه؟ لا أستوعب أن يكون المقاتلون في مواجهة نيران الجيش و القوات المشتركة و المقاومة الشعبية على الأرض، و نسور الجو في السماء تلقي عليهم حمم الموت، و هم في غمرة هذا، لا أخالهم يتذكرون تلك السراويل المشروطة.. من منكم يشرح لي هذه الرمزية العجيبة؟
*بابكر الشيخ الأُسيْد*
29 يناير 2025م

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!