حوارات

دردشة رمضانية مع أسامة رقيعة .. 

اعداد:هاشم عمر 

 

 

 

هل هناك طقوس خاصة في ابداعكم خلال الشهر الكريم؟

 

رمضان شهر المحبة والأحاسيس الشفيفة والقلوب العامرة بالانسانية ، له مذاق خاص حيث تفيض فيه قلوب الناس بالمشاعر الدافئة وتقل فيه ضغوطات العمل فأستغل مساحة الزمن للتواصل مع الاصدقاء ، وزيارة الاقارب والاقتراب من أصحاب السير الناجحة في مجالسهم ومنازلهم ، كما ولو أنني بزيارتهم ومجالستهم أبحث فيهم ولديهم عن الالهام وعن الحياة ، وفي رمضان أعشق أن أجوب الاماكن والطرقات خاصة عند وقت الاصيل وقبيل الغروب حيث استطعم ذاك الملمح الجميل لأشعة الشمس الذهبية وهي تنعكس على الطرقات و الملامح المعمارية لمدينة دبي فتندلق على وجداني الكثير من المشاعر ..

 

بماذا تحتفظ من ذكريات حول هذا الشهر المعظم؟

 

لي في رمضان ذكريات كثيره لا انساها ابدا ، سواء كانت في أيام الصبا حين كنت في وطني السودان أو بعد الشباب حين اقمت في وطني الثاني دولة الامارات الحبيبة ، ففي مدينة بورتسودان حيث ولدت ، كانت ذكرياتي الرمضانية ذات نكهة خاصة ذلك لان بورتسودان هي في ذاتها مدينة تشبه رمضان من حيث كونها كريمة ودافئة ومحبة ، أنها تشرع ابوابها لكل القاطنين والقادمين على مختلف اعراقهم ومشاربهم ، لقد مضت علي في بورتسودان سنوات كثيرة وانا اعتقد ان جيراننا هم من صميم أهلنا لأنني كنت أرى أبوابهم مفتوحة لنا وقلوبهم مشرعة ، تتبادل امي معهم الاطباق الرمضانية والطلبات ثم يتزاورون بعد الافطار فيعلو حديث الونس حتى يلامس شغاف قلبي فيمنحي الامان ، والامان في بورتسودان كان حق طبيعي مثل الحق في الحياة ، لقد كان أبي وأنا في سنواتي اليافعة الغضة يرسلني وحيدا الى سوق الخضار أو الفاكهة أو الفحم أو الى” الطاحونة” حيث كان يحب دقيق الكسرة والعصدة وكان البائعون من مختلف اعراق الشرق والشمال والغرب يقدرون ابي ويحترمونه كعادتهم وكنت أحس ذلك في كرمهم الفياض واهتمامهم بي على سجية وقورة وأمينة لا تكلف فيها ولا اصطناع ، أما حين كنا نذهب الى ريف السودان الشمالي بقرية ” طيبة الخواض” لقضاء عطلة المدراس السنوية ثم يصادف رمضان بعض أيامها ، كنا نذهب في رحلة محفوفة بدفء العشيرة والاهل أيضا خاصة حين نجتمع حول “برش” الافطار الرمضاني ، ثم يتحلق الاقارب من حولي فأحس إنني ملك صغير أنتمى الى قلوب طيبة تحب الخير وتفعله وتقدس شهر رمضان كنت احكي لهم بكثير من الفخر والانتماء عن بورتسودان وتميزها ، وفيما بعد الصبا وحين أقمت في دولة الامارات العربية عبرت بي مواقف وذكريات رمضانية ظلت خالدة في وجداني أيضا ويصعب على نسيانها ، بل هي ظلت ترسم نقوشا خالدة في نفسي لتزدهر عبر السنوات ولا تخبو أبدا ، فمثل ما أن الاماكن والعمائر وجماليات المكان في الامارات تمنحني الافكار والالهام ، كانت نفوس العظماء من أهل الامارات تفعل معي ذلك واكثر ، لقد كنت محظوظا ، لقد رأيت وشاهدت وأحسست معنى التواضع ، والوفاء ، والطموح ، كنت أجد الكثير من رجال الاعمال وهم يفترشون الارض لحظة الافطار مع العمال البسطاء والموظفين الكادحين ، أنهم قوم يحبون الوفاء ، فاذا التمسوا منك وفاءا كالوا لك منه حتى تحس بمعنى الحياة ، واذ وجدوا منك صدقا اعادوا اليك كيل الصدق اضعاف مضاعفة ، أنا بطبعي قلق وكثير الحركة و تأسرني النفوس الطموحة التواقة نحو العمل والتعمير والاجتهاد فكل تلك المواقف تلهمني وحين تمضي تظل ذكرياتها الجميلة باقية ولا تغادرني أبدا ..

 

ماهي خصوصية هذا الشهر بالنسبة لكم وكيف تقضونه؟

 

فعلا رمضان شهر خاص وله خصوصية ، صحيح ان ساعات العمل فيه قليلة ولكنه ملئ بالحياة والعمل ايضا ، أحيانا أحس بأن اليوم الواحد لا يكفي لشئ وانه يمضي سريعا ، وأحيانا افكر في قضاء اجازتي السنوية فيه حتى اتفرغ لزيارات الاصدقاء وتفقد الاماكن على نحو ما أفعل ، ولكني اجد نفسي راغبا في العمل لانه يساعدني على تنظيم اليوم فبعد الفراغ من الاعمال الرسمية انطلق الى العائلة اقضي معها القليل من الوقت ثم اشارك بعض الاشياء مع الاصدقاء ، وقد استجب لدعوة افطار فتحقق لى فرصة اللقاء معهم وكذلك تأمل الطرقات في لحظاتها الذهبية ، وفي المساءات اتفقد المجالس ، وفي الحقيقة قديما كنت احضرها ولكن الحياة تتغير خاصة بعض دخول الوسائط الالكترونية و بعض الظروف الصحية ، فقد تكون هناك محاضرات او مداولات عائلية او مهنية على الاونلاين فأقضي فيها بعض الوقت وقد أشاهد بعض البرامج على التلفاز وحين تبدو الفرصة مؤاتية اكتب القليل أو أدون الافكار ولكنه اصبح نادرا عندي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى