هيثم الريح يكتب الشهيد عبدالرحمن.. قنديلُ آخر للضياء

يظلُ الأسد في الغابة هوصاحب المملكة وزعيمها ليس لبطشة أوحجمه أوسرعته فهنالك من هم أكثر منه حظاً في هذه الإمكانات،، لكنه الإجماع على السيادة فحتى الحيوانات تحتاج إلى رمزية سيادة تتدافع حولها لضمان البقاء فتتفانى في حماية (عرين الاسد) وتُجِله وتحترمه ولا نراها في محيط حركته إلاّ مراقبة وحارسة لهذا المقام ،،،،
فأيّ دولةُ في العالم تُريد البقاء على وجه البسيطة لابد أن تُعزز سيادتها وتحمي هذه السيادة وترعاها حتى تُصبح من المقدسات التي يُعد مجرد المساس بها إنتهاكاً يُعرض بقاء الدولة للفناء والمحو من الوجود،،،
إستطاع الجيش السوداني عبر عمره الطويل أن يُشكل رمز سيادة بلادنا وضماناً لبقائها وإستمرارها عبر أجيالٍ تحمل الراية وتسلمها إلى أجيال أخرى في تناسل فطري مجبولُ على العزة والكرامة وحب هذا التراب المبارك ،،،
لذلك اخذت الكلية الحربية هذا اللقب المستحق (عرين الأسُود والابطال) (ومصنع الرجال)
وإن كان الجيش هو رمز السيادة الوطنية فإن ذروة هذه السيادة تتجلى في القائد العام لهذا الجيش الذي يمثل الدرع الواقي للبلاد من الإنهيار والشتات والتشظي،،،
ومنذ أن إندلعت هذه الحرب التي نعيشها الآن في بلادنا ظل القائد العام للجيش السوداني هو محطُ آمال كل السودانيين، كلهم على حد السواء حتى الذين يخالفونه الرأى والطريقة، لكنه ظل في عيون كل السودانيين الأمل المنتظر والمرتجى للخروج ببلادنا إلى بر الأمان بعزة وكرامة تشبه السودان وأهله،،،
وظلت حماية السيد الرئيس وحماية (عرينه) فرض عين على كل الشرفاء من أبناء السودان وتتعاظم مسئولية الحماية هذه كلما ضاقت حلقات القرب منه ودونكم أولئك النفر الكريم من شهداء الحرس الرئاسي الذين قدموا أرواحهم رخيصة في أول أيام الحرب لتظل سيادة الدولة ويظل بقاؤها قائماً وضربوا مثلاً في التضحية لايدانيه مثل بِراً بقسمٍ أدوه (حتى لو أدى للمجازفة بحياتي)
وتمضى أُمتنا في دروب العزة والكرامة ويرتقى الشهداءُ في كل صباحٍ إلى مراقي السمو والمجد والخلود في معركة الكرامة هذه والتي بدأت بشهداء الحرس الرئاسي ولن تنتهي بالشهيد العقيد مهندس عبد الرحمن حسن الذي صعدت روحه من داخل (عرين الاسود والأبطال) بمنطقة جبيت العسكرية بعد سيرة ومسيرة عطرة من البذل والفداء والأثر الطيب ليكون استشهاده شاهداً على عظمة هذا الأمة وبقائها مابقى الزمان ،،،
اللهم أحفظ بلادنا
وأحفظ رمز عزتنا
وهيئ لنا من أمرنا رشدا
# نصر من الله وفتح قريب