مقالات الرأي

محفوظ عابدين يكتب العاملون بولاية الخرطوم ..نظرة حنان سيدي البرهان

 

 

الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة ،يعلم جيدا أن ولاية الخرطوم هي الأكثر ضررا من كل ولايات السودان لأنه ببساطة أن الحرب التي نشبت كانت في أراضيها وكانت واحدة من اهدافها هو اغتيال القائد العام وكبار مساعديه في الجيش الذين يتخذون من( الخرطوم) مقرا لقيادتهم ولكثير من قواعدهم وفرقهم وأسلحتهم العسكرية المنتشرة على امتداد الولاية في محلياتها السبع والخرطوم نفسها تستضيف الحكومة الإتحادية بكل إعبائها من الوزرات والمؤسسات والهيئات والسفارات والمنظمات والمقرات الدولية والإقليمية وغيرها ، وتضيق طرقها بزحمة السيارات التي تتأثر سلبا بهذا الضغط عليها، وتزدحم شوارعها بكثرة المارين فيها وتتكدس أحيائها بالسكان الوافدين إليها لطلب العلم أو العمل أو العابرين منها وإليها.

كل هذا الكم من الضغط الذي تسبب فيه وجود الحكومة الاتحادية في الخرطوم يتحمل عبئه العاملون في ولاية الخرطوم وهم المعنيين في المقام الأول باصحاح البيئة ومحاربة الباعوض والذباب حتى ينعم العاملون في الحكومة الاتحادية والمقيمين فيها من البعثات الدولية بجو صحى معافي والعاملون بالخرطوم هم معنيين بنظافة وتجميل الولاية لانه تمثل كل السودان وهم بمعنيين بمعالجة كل المشاكل الناتجة من الضغط السكاني مثل الصرف الصحي والنفايات ومن أثار الأمطار والسيول، وتوفير الخدمات وعلى رأسها مياه الشرب لهذا الكم الهائل من البشر الذي تعج به الولاية.

العاملون بولاية الخرطوم يعملون ليل نهار ويتحملون ضغط المؤسسات الاتحادية ممثله في الوزارات والقوات النظامية، الجيش والشرطة ،والأمن، ،وكمان بعضا من الحركات المسلحة ،والبعثات الدولية والإقليمية والمنظمات الوطنية والأجنبية.

في ظل هذه الظروف كانت ولاية الخرطوم والعاملين فيها يبذلون جهدا كبيرا ومضنيا من أجل توفير تلك الخدمات،لسكانها وضيوفها.

 

واليوم يعيش العاملون بالخرطوم في ظروف صعبة وبالغة التعقيد بسبب انقطاع استحقاقاتهم المالية من المرتبات وغيرها وأصبح هؤلاء في حالة يرثى لها لمن ظل منهم في الخرطوم حتى الآن ،و من غادرها إلى الولايات، فإن هؤلاء العاملون في ولاية الخرطوم يستحقون منك عناية خاصة لأن بعض الولايات وفقت أوضاعها من خلال إيراداتها الذاتية وتحاول جاهدة تغطية مستحقات العاملين فيها ،ولكن كما تعلم سيدي الرئيس أن الخرطوم كانت أكثر ولايات السودان دخلا في الموارد الذاتية كما هو معلوم للجميع لكن كل تلك المواعين الإيرادية قد توقفت وتعطلت ونهبت وسرقت ولم يعد هناك دخلا ذاتيا ولو بسيطا،يعين هؤلاء المساكين في توفير احتياجاتهم اليومية

ووزارة المالية الإتحادية التي تستضيفها الخرطوم في اجمل مواقعها وتستأثر بكل إيرادات ولاية الخرطوم بحكم ولايتها على المال العام ،فان هذا كان يستوجب أن تنظر وزارة المالية الإتحادية إليهم بشيء من التقدير والاحترام لماقدموه لها وللحكومة الاتحادية من خدمات جليلة ولكن يبدو أن وكيل المالية فضل أن يصرف استحقاقات منسوبيه في الوزارة كاملة حسب ما ورد ،دون أن يرق قلبه أو تدمع عينه على العاملين في الخرطوم وهم يكابدون شظف العيش هم وابناؤهم لا يجدون ما يسد رمقهم وكان على وزارة المالية أن تجد معالجة خاصة للعاملين في ولاية الخرطوم ،حيث كان آخر عهد بصرف استحقاقهم البسيط قبل أكثر من مائةيوم .ولكن يبدو السيد وكيل المالية يربت على كتف منسوبيه وينظر إليهم بعين حانية ولا يتأخر في الاستجابة للتوقيع على جميع طلباتهم واحتياجاتهم ،بينما لا يجد العاملون في ولاية الخرطوم من هذا الوكيل لا دعم ( مادي) ولا حتى دعم (معنوي).

رسالتنا موجه للسيد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أن يلقي على هؤلاء العاملين بولاية الخرطوم نظرة (حنان) أن لم يوجه بصرف الاستحقاقات (الآن).

زر الذهاب إلى الأعلى