من أعلي المنصة ياسر الفادني يكتب ترباس للبرهان : ماتهتموا للأيام ظروف بتعدي!
اللقاء الذي جمع بين البرهان والفنان كمال ترباس بالأمس في إفطار رمضاني بحضور المخرج الأنيق ابداعا المخرج شكر الله خلف الله بحاضرة البحر الأحمر مدينة بورتسودان ، هذا اللقاء بين قائد أفشل أكبر مخطط لطمس الهوية السودانية وتفكيك القوات المسلحة التي عمرها قرنا من الزمان وبين قامة فنية إتخذت موقفا واضحا منذ جلوس الذين ركبوا صهوة جواد حكم البلاد حين صدفة ولبسوا قميص التغيير الكالح اللون دون تغيير إلى الأفضل بل تغيير كان الأسوأ في تاريخ السودان السياسي
كمال ترباس خرج مغاضبا من هذه البلاد بعد أن حلت قحت في سدة الحكم مجبرا إلى المهجر ولسان حاله يقول : عيني ماتبكي…ماتبكي… وماتبكي …متحسرا علي شعارات فارغة رفعت وكانت الحصيلة صفرا كبيرا أوصلت هذه البلاد إلي درجة المسغبة وحالنا وحاله يقول كما غني : ابو لي اللبن …ابو لي بي !
ترباس إلتقي البرهان وطمأنه بأن الأحوال في أرض المعركة تسير بصورة كما يريدون وقريبا سيعود المواطنون النازحون إلى ديارهم معززين مكرمين، سوف تعود سمراء مقرن النيلين إلى ألقها القديم وتنداح دندنة : لاهذي …ولاتلك…. ولا الدنيا باجمعها…. تساوي مقرن النيلين ياسمرا ، وتعود صاحبة انتي من وين يابنية ناوية علي وين السفر …قولي لي مدني الجميلة…مدني يا أجمل خبر
أجمل ماكان في هذا اللقاء أن الفنان كمال ترباس وجه عبره رسالة لكل المبدعين الذين يقفون موقف الحياد تجاه الحرب التي تدور رحاها الآن مفادها : (هذا هو الوقت المناسب الذي ينبغي أن تغنوا فيه للوطن وللجيش وإن الغناء ليس من أجل النقطة بل يجب أن يكن الغناء لهذه الأرض وللذين يحمونه) ، للأسف نحن في زمن صارت المغنية كلما غنت سخف الكلام إنهالت عليها النقاط وكلما إرتفع صوت (حلقومها) ب ( هييي دي مالا) ؟ زاد المهججين والمهججات تطريبا وعلت في فضاء ساحة الحفلة (العَلَالَة) !
إني من منصتي أنظر…. حيث أري….. أن الفنان كمال ترباس سجل في تاريخه الوطني والفني صفحة من ذهب وطني خالص وإتخذ موقفا واضحا لم يتزحزح منه إلتفافا مع القوات المسلحة وحبا لهذه العزيزة التي هي بمثابة امه التي غني فيها : أمي الله يسلمك و أباه الوطن الذي كلنا نغني له : (أبوي إن شاء الله لي تسلم) فيا أصحاب اللقيا أقول : ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي …. كبرنا وكبرت احزانا لكن انتو …. كبرتوا وزدتوا حلا ! .